في إطار التعاون المشترك لتعزيز دور المنبر والعقل في ترسيخ قيم الوعي والمسؤولية، نظمت وزارتا الأوقاف والثقافة ندوة فكرية بعنوان "صناعة الوعي.. سلطة الكلمة بين المنبر والعقل" في المكتبة الوطنية بدمشق. شارك في الندوة وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري ووزير الثقافة محمد ياسين صالح، وحضرها عدد من الخطباء وأساتذة الثانويات والمعاهد الشرعية في دمشق وريفها.
تناولت الندوة أهمية الكلمة الواعية في بناء الإنسان والمجتمع، وضرورة تكامل الخطاب الديني والثقافي في مواجهة التحديات الفكرية. كما ناقشت عدداً من القضايا الملحّة، مثل إصلاح البيوت، وتعزيز أخلاق الجوار، وتمكين الثقافة القرآنية كسلوك حضاري، وترسيخ قيمة الوقت، وصون كرامة الإنسان، والإحسان في العلاقات الأسرية والاجتماعية، وترسيخ حب الوطن كقيمة إيمانية، ونشر ثقافة النظافة باعتبارها مسؤولية جماعية، وضرورة مكافحة الشائعات والتحقق من المعلومات.
شدد وزير الثقافة محمد ياسين صالح على أهمية الندوة في إيصال الثقافة والتربية لعامة الشعب من خلال التواصل البشري المتمثل بخطباء المساجد والمدرّسين والمدربين. وأشار إلى أهمية استعادة المكتبة الوطنية بألوان الثقافة السورية المتنوعة. وأكد أن التعاون بين الوزارتين يمثل تكاملاً فاعلاً لتفعيل سلطة الكلمة كأداة لبناء التعايش، وترسيخ السلم الأهلي، ودعم مسارات التعافي، بما يسهم في صياغة سردية تعبّر عن هوية سوريا وحضارتها.
من جانبه، أكد وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري أن الشراكة مع وزارة الثقافة خطوة محورية في بلورة خطاب وطني جامع يخاطب العقل والوجدان. وشدد على أهمية أن ينطلق الخطاب الديني من الواقع بعيداً عن الطروحات الخلافية، ومرتكزاً على العبادات التعاملية التي تتجلى في سلوك الإنسان اليومي كالصدق وبر الوالدين وإكرام الجار واحترام الوقت وأداء الحقوق، لما لها من أثر مباشر في ترسيخ القيم والأخلاق وتعزيز التماسك المجتمعي.
وفي تصريح خاص لـ"الوطن"، أوضح رئيس شعبة أوقاف التل أحمد الشلبي أن عنوان الندوة يؤكد على أهمية الارتقاء بالعقول، منوهاً بأنه لا يجب أن يرتقي المنبر إلا من حسنت أخلاقه وطابت كلماته، لأنه مكان يزوره المرء مرة واحدة في الأسبوع ويأخذ منه نبراس أسبوعه القادم. وأكد أن الوعي موروث ثقافي في الأصل، وأننا بحاجة إلى مناقشة هذا الموروث الثقافي لكي ننتج وعياً يوافق هذا الحاضر الذي نعيش فيه اليوم.
مصعب أيوب – تصوير: طارق السعدوني