أكد وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، خلال جلسة حوارية في معهد تشاتام هاوس في لندن، أن سوريا تتجه نحو انفتاح متوازن، وأن رفع العقوبات بات وشيكاً.
واستعرض الشيباني السياسة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تمثل فرصة مهمة لتعزيز مكانة سوريا على الساحة العالمية بعد سنوات من التحديات والعزلة.
ووصف زيارته الأخيرة إلى واشنطن بأنها "ناجحة جداً"، حيث تمت مناقشة جميع الملفات الأساسية، مؤكداً على التطور الإيجابي في العلاقات مع الولايات المتحدة، وأن مسألة رفع عقوبات قيصر هي "مسألة وقت"، متوقعاً إزالة العقوبات بالكامل قبل نهاية العام، مما يفتح الباب أمام استثمارات واسعة في مختلف القطاعات. وشدد على أن الفرص الاستثمارية في سوريا "مفتوحة وليست حكراً على عائلة معينة أو الحكومة".
وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أوضح الوزير أن دمشق تسعى إلى بناء "علاقات واقعية مع روسيا"، مشيراً إلى أن الدور الروسي في سوريا "لن يكون كما في الماضي"، وأن الحكومة تعمل على "تنظيم" هذا الدور، مع الحفاظ على علاقة جيدة مع موسكو دون السماح بعودة الهيمنة. وأكد أن سوريا لا ترغب في الانخراط في أي محور، وتسعى إلى شراكات متوازنة مع الجميع.
وفي الشأن الداخلي، أكد الشيباني أن الحكومة لا ترى انقسامات داخل البلاد، وأن التكامل الوطني يجب أن يقوم على الحوار والتفاهم. وكشف عن جهود لدمج قوات سوريا الديموقراطية ضمن الجيش السوري، مع الانفتاح على جميع وجهات النظر التي لا تؤدي إلى التقسيم أو اللامركزية.
وفي سياق العدالة، أكد الوزير أن "العدالة الانتقالية مسار تدعمه الحكومة"، وأن العمل جارٍ لإنصاف جميع الضحايا ومحاسبة المتورطين بجرائم "نظام الأسد". وأشار إلى أن تغيير اسم الدولة هو "من صلاحيات البرلمان أكثر من صلاحيات الحكومة".
وتناول الشيباني أحداث الساحل والسويداء، موضحاً أن أحداث الساحل كانت "مفتعلة من فلول النظام"، بينما جاءت أحداث السويداء نتيجة تراكمات اجتماعية غذّاها "تدخل إسرائيلي"، مشيراً إلى استمرار الجهود لاحتواء الأزمة وإيصال 70 قافلة مساعدات إلى المحافظة.
وعلى الصعيد الإقليمي، اتهم إسرائيل بمواصلة انتهاكاتها داخل الأراضي السورية، مؤكداً حرص الحكومة على تجنّب التصعيد واتباع الردّ الدبلوماسي، مع تزايد الدعم الدولي للموقف السوري.
واختتم الشيباني حديثه بالتأكيد على أن سوريا لا تريد أن تكون دولة تستجدي الدعم، بل بلداً قادراً على الإلهام، ومتمسكة بوحدتها، وتسعى لدمج جميع المكوّنات في إطار دولة مستقرة تتجه نحو إعادة البناء والانفتاح.