الخميس, 11 سبتمبر 2025 07:16 AM

وزيرا خارجية سوريا وكرواتيا يبحثان في دمشق آفاق تعزيز العلاقات الثنائية وجهود إعادة الإعمار

وزيرا خارجية سوريا وكرواتيا يبحثان في دمشق آفاق تعزيز العلاقات الثنائية وجهود إعادة الإعمار

وزيرا خارجية سوريا وكرواتيا يبحثان في دمشق تعزيز العلاقات الثنائية ومسار التعافي

10/9/2025 دمشق-سانا: أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني ونظيره الكرواتي جوردان رادمان ضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، تقوم على الاحترام المتبادل ودعم جهود إعادة الإعمار في سوريا، كما شددا على أهمية رفع العقوبات وتنسيق الجهود لعودة اللاجئين.

الشيباني: نفتح صفحة جديدة في العلاقة مع كرواتيا

أوضح الشيباني في مؤتمر صحفي مشترك في قصر تشرين بدمشق اليوم أن زيارة وزير الخارجية الكرواتي جوردان رادمان والوفد المرافق له إلى دمشق تمثل خطوة مهمة في مسار تطوير العلاقات الثنائية بين سورية وكرواتيا، مشيراً إلى أنها الزيارة الأولى على هذا المستوى منذ أكثر من 14 عاماً.

الشيباني: كرواتيا وقفت بصدق مع الشعب السوري خلال ثورته

وأضاف الشيباني: إن هذه الزيارة تشكل انطلاقة لفصل جديد في العلاقات بين البلدين، يقوم على أسس الاحترام المتبادل والسيادة ووحدة وسلامة الأراضي، لافتاً إلى أن سوريا لا تنسى الموقف الكرواتي منذ عام 2011، حيث عبرت زغرب بصدق عن رفضها لممارسات النظام البائد، في موقف إنساني صادق سجله التاريخ إلى جانب الشعب السوري في أشد أيامه وأصعبه. وأشار الشيباني إلى أن سوريا بعد عودتها إلى حكم الشعب، ترى في كرواتيا شريكاً أساسياً في جهود إعادة الإعمار، مثمناً المواقف الإيجابية التي اتخذتها كرواتيا لدعم رفع العقوبات بعد سقوط النظام البائد، ما أتاح للسوريين فرصة استعادة حياتهم وإطلاق عملية إعادة بناء بلدهم، حيث يرتكز جهد دمشق اليوم على بناء شراكات عميقة تحقق فوائد ملموسة لمواطنيها ولشركائها الدوليين.

الشيباني: المباحثات ركزت على التعاون المشترك وإعادة الإعمار والتعافي

وبيّن الشيباني أن المباحثات تناولت آفاق التعاون في عدد من القطاعات الحيوية، من بينها إعادة الإعمار والطاقة والتعافي والتنمية الاقتصادية والصناعة والعدالة الانتقالية وآليات عودة اللاجئين إلى جانب التعاون الدولي، لافتاً إلى أنه جرى التركيز أيضاً على مجالي الاستثمار والتجارة لكونه أمراً محورياً لتعافي سوريا. وقال الشيباني: “تم الاتفاق على البدء بتشجيع المشاريع المشتركة وفتح المجال أمام تبادل الخبرات، وخاصة الاستفادة من تجربة كرواتيا في التعافي ما بعد الحرب، عبر اعتماد آليات إصلاحية منظمة واستثمار في البنية التحتية والتخطيط المتكيف، وهي تجربة يمكن البناء عليها في سوريا الجديدة”، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من التجربة الكرواتية عبر اعتماد استراتيجيات متكاملة متعددة القطاعات وتبادل الخبرات على مستوى التخطيط مع المؤسسات الكرواتية.

وأوضح الشيباني أن المعاهدات بين البلدين ستخضع لتقييم جديد بناءً على المصالح السورية والمصالح المشتركة، لافتاً إلى أن سوريا الجديدة تمد يدها إلى الجميع وحريصة على التعاون في كل المجالات والقطاعات، وهي ماضية بثقة نحو مستقبل من السلام والاستقرار والازدهار، كما أنها مختلفة عن الصورة التي حاول النظام البائد أن يصدرها للعالم.

الشيباني: عودة اللاجئين تحتاج خطة مستدامة ودعماً دولياً

وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن عودة اللاجئين السوريين تحتاج إلى خطة منظمة ومستدامة بعيداً عن العشوائية، وهي مرتبطة بالازدهار الاقتصادي وتوفر فرص العمل وتطور قطاع الصحة والتعليم والاستقرار، وهذا يحتاج إلى دعم إقليمي ودولي لضمان عودة كريمة ومستدامة للسوريين في الخارج. وقال الشيباني: إن الحكومة السورية تسعى بكل إمكانياتها إلى تحسين ظروف اللاجئين في الخارج والداخل لتأمين عودة كريمة لهم، لكن التهديدات الإسرائيلية تشكل عائقاً أمام عودتهم، كما أن استمرار تصدير سوريا كبلد للفوضى وعدم الاستقرار لا يشجعهم على العودة.

الشيباني: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وقطر تشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية، جدد الوزير الشيباني إدانة دمشق الشديدة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي طالت مؤخراً مواقع في حمص وتدمر واللاذقية، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في ظل الاعتداءات الخارجية الصارخة والغارات المتكررة. وأشار الشيباني إلى استنكار سوريا العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس، مؤكداً أن مثل هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة الدول، وقال: تدعو الجمهورية العربية السورية من هذا المنبر المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل على هذه الانتهاكات التي تهدد سوريا وغيرها في المنطقة.

رادمان: نؤكد تضامن كرواتيا الكامل مع الشعب السوري في مواجهة تداعيات الحرب

بدوره أكد وزير الخارجية والشؤون الأوروبية الكرواتي جوردان رادمان تضامن بلاده الكامل مع الشعب السوري في مواجهة تداعيات الحرب، مشيراً إلى أن كرواتيا التي خاضت تجربة الحرب في التسعينيات، تدرك حجم التحديات التي تواجه سوريا في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.

وأوضح رادمان أن زيارته تأتي استكمالاً للقاء سابق مع الجانب السوري عُقد في شباط الماضي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، مشدداً على دعم كرواتيا لمسار سياسي شامل وعادل يحقق الاستقرار لسوريا والمنطقة.

رادمان: رفع العقوبات عن سوريا يشكل فرصة لإحياء التعافي

ورحب رادمان بالدعوات لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، معتبراً أن ذلك يشكل فرصة لإحياء الاقتصاد السوري وتحسين الخدمات الأساسية، لافتاً إلى أن كرواتيا تدعم ضمن الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدات السياسية والمالية اللازمة لدفع عجلة التعافي الاقتصادي وتحفيز عودة اللاجئين السوريين.

وأكد الوزير الكرواتي رغبة بلاده في إعادة تفعيل العلاقات مع سوريا، موضحاً أنه بحث مع الجانب السوري إمكانية تشكيل وفود اقتصادية مشتركة، وفتح سفارة كرواتية في دمشق، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما فيها الاقتصاد والطاقة وإعادة الإعمار والبحث عن المفقودين في مرحلة ما بعد الحرب.

وفي رده على أسئلة الصحفيين، أوضح وزير خارجية كرواتيا أنه سيلتقي وزير الطاقة محمد البشير لمناقشة تحديث اتفاقيات التعاون المشترك بين الجانبين في مجال النفط وسبل تفعيل الإنتاج، لافتاً إلى أن شركة “إينا” الكرواتية لا تزال تحتفظ بحضورها في سوريا من خلال استثماراتها في حقلي “حيان فلوقين” و”أفاميا”، ضمن اتفاقيات إنتاج مشترك مع شركة “حيان بيترو” الكيميائية، والتي تمتلكها الشركتان السورية والكرواتية بنسبة متساوية تحت اسم الشركة المشتركة “إتش بي سي”.

وأوضح رادمان أن شركة “إينا” كانت من أولى الشركات التي أجبرها النظام البائد على التوقف عن العمل عام 2012 جراء العقوبات الغربية والأممية، مشيراً إلى أن الشركة استثمرت نحو مليار دولار في حقل أفاميا منذ 1998، وحافظت على مكتبها في دمشق رغم التحديات التي مرت بها البلاد.

رادمان: نتضامن مع قطر بعد الغارة الإسرائيلية وندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة

وحول الأوضاع في الشرق الأوسط، أعرب رادمان عن قلقه حيال تدهور الوضع الإنساني في غزة، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل دائم وفق القانون الدولي، مؤكداً أن الحوار والدبلوماسية هما السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأعرب رادمان عن قلق بلاده الشديد حيال التطورات الأخيرة عقب الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة أمس، وقال: نعرب عن تضامننا مع قطر وأهمية دورها الوسيط الذي تقوم به في المنطقة، ونؤكد مجدداً أهمية الاستقرار في المنطقة.

مشاركة المقال: