استقبل مرفأ طرطوس صباح الأحد 17 آب باخرة محمّلة بالقمح الطري المستورد. وأكد مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، في تصريح لعنب بلدي، أن عمليات تفريغ حمولة الباخرة، التي تزن 6600 طن من القمح الطري المستورد، قد بدأت في المرفأ.
تأتي هذه الشحنة في إطار الجهود المبذولة لتلبية احتياجات السوق المحلية من هذه المادة الأساسية، وتعزيز الأمن الغذائي في سوريا. وأوضح علوش أن هذه الباخرة هي الثالثة عشرة ضمن سلسلة من بواخر القمح التي وصلت إلى المرفأ منذ سقوط النظام السابق، ليصل إجمالي الكميات المستلمة حتى الآن إلى حوالي 136 ألف طن من القمح المستورد.
وأشار إلى أن استيراد القمح يأتي ضمن جهود مستمرة لتأمين المواد الأساسية للمواطنين، وذلك بالتنسيق بين الجهات المعنية لضمان وصول المادة إلى المطاحن والمراكز المخصصة دون تأخير. وأضاف أن عمليات التفريغ تجري بسلاسة بفضل الأرصفة المجهزة والكوادر الفنية المتخصصة، مما يضمن سرعة الإنجاز وجودة العمل.
وأكد علوش أن مرفأ طرطوس على استعداد لاستقبال المزيد من بواخر القمح في الفترة المقبلة، مما يعزز كفاءة الأمن الغذائي.
وكانت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية قد منعت دخول القمح عبر جميع المنافذ خلال موسم 2025، بناءً على طلب من وزارة الاقتصاد والصناعة السورية. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في 23 حزيران الماضي أن القرار جاء لتجنب التداخل بين شراء القمح المحلي والمستورد خلال موسم التسويق، نظرًا للدعم المقدم من رئاسة الجمهورية لمزارعي القمح. وأكدت الوزارة حينها حرصها على حصول المزارعين على كامل حقوقهم عبر تسليم محاصيلهم من القمح لهذا العام دون معوقات.
إلا أن الظروف الجوية والاقتصادية تنذر بانخفاض إنتاج موسم القمح للعام الحالي، وسط غياب بدائل حكومية واضحة لتأمين المادة من مصادر متعددة كما جرت العادة، مما قد يؤثر على استقرار سعر رغيف الخبز.
وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قد أصدر في 11 حزيران الماضي المرسوم رقم 78 لعام 2025، الذي يقضي بمنح كل مزارع يسلم محصوله للمؤسسة السورية للحبوب مكافأة تشجيعية قدرها 130 دولارًا عن كل طن، وذلك بالإضافة إلى سعر الشراء المعتمد من وزارة الاقتصاد والصناعة.
وفي الاجتماع السنوي لموسم تسويق القمح لعام 2025، الذي عقد في مبنى الإدارة العامة للتجارة الداخلية وحماية المستهلك في 14 أيار الماضي، نوقشت التحضيرات والاستعدادات الخاصة بالموسم والمقترحات المتعلقة به.
وكشف مدير عام المؤسسة العامة للحبوب، حسن العثمان، في وقت سابق، أن التقديرات المتوقعة لمحصول القمح لهذا العام تتجاوز 750 ألف طن، معظمها من المساحات المروية. واستعرض حسان سليمان، معاون مدير المؤسسة السورية للحبوب لشؤون التسويق، أبرز ما ورد في تقرير المؤسسة عن الإجراءات المتخذة لاستقبال الموسم، مشيرًا إلى تنظيم دورات فنية محاسبية لتأهيل كوادر جديدة في الفروع. وأوضح التقرير أنه جرى افتتاح 37 مركزًا موزعة على المحافظات لاستقبال الأقماح، بمعدل أربعة مراكز في دمشق، وثلاثة في حمص، وثمانية في حماة، وثمانية في حلب، ومركز واحد في كل من الرقة وطرطوس واللاذقية، واثنين في درعا، واثنين في دير الزور، واثنين في إدلب، وثلاثة في السويداء، إضافة إلى مركزين في منطقة الحبوب الشرقية.