قام وفد أممي مشترك، يرافقه فريق تركي، بزيارة إلى محطة المياه الرئيسية "علوك" الواقعة شرق مدينة رأس العين، اليوم الثلاثاء. تأتي هذه الزيارة في إطار جهود تقييم إمكانية إعادة تشغيل المحطة، التي تُعد المصدر الحيوي لمياه الشرب لمدينة الحسكة، بعد فترة انقطاع طويلة استمرت لأشهر.
تفقد فني ميداني وحالة المحطة
أكد مصدر خاص لمنصة "سوريا 24" أن الوفد، المؤلف من خمس سيارات، أجرى جولة تفقدية داخل مرافق المحطة بهدف الوقوف على حجم الأضرار الفنية التي لحقت بها. وأشار المصدر إلى أن الوفد أبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حلول قريبة لإعادة تشغيل المحطة بكفاءة، الأمر الذي سيساهم في تخفيف معاناة سكان الحسكة الذين يواجهون نقصًا حادًا في مياه الشرب النظيفة.
تدهور البنية التحتية وانقطاع الكهرباء
تعاني محطة "علوك" من تدهور فني ملحوظ، حيث تحتاج المضخات إلى صيانة عاجلة. بالإضافة إلى ذلك، تواجه المحطة انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، مما يؤدي إلى توقف المضخات بشكل مستمر. ويذكر خبراء فنيون أن عمر مضخات المحطة تجاوز العشر سنوات، وأنها تعمل بقدرة غير كافية لتلبية احتياجات المدينة، وذلك في ظل غياب بدائل محلية بسبب ملوحة المياه الجوفية التي تجعل حفر الآبار التقليدية غير مجدٍ.
خلفية الأزمة السياسية والتقنية
تتداخل الأزمة الفنية مع خلفيات سياسية معقدة، حيث تتبادل قوات (قسد) وفصائل الجيش الوطني (سابقًا) الاتهامات بشأن مسؤولية انقطاع الكهرباء اللازم لتشغيل المحطة. يذكر أنه تم الاتفاق سابقًا برعاية روسية وبالتنسيق مع منظمات دولية على تزويد المحطة بالكهرباء من سد تشرين، بهدف ضمان تشغيل المضخات وتزويد الحسكة ورأس العين بالمياه. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، وظل انقطاع الكهرباء يشكل عائقًا رئيسيًا أمام استمرار عمل المحطة.
أزمة إنسانية حادة وحاجة ماسة للمياه
يعيش سكان مدينة الحسكة أوضاعًا مأساوية نتيجة النقص الحاد في مياه الشرب، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية في المنطقة. وأكد الصحفي عبد العزيز الخليفة في تصريح لمنصة "سوريا 24" أن "الملف الإنساني للمياه لا يقل أهمية عن أي ملف أمني أو سياسي، وأن مئات الآلاف من المدنيين في الحسكة يواجهون أزمة حقيقية في تأمين مياه صالحة للشرب." وأشار الخليفة إلى ضرورة ضمان تغذية محطة علوك بالكهرباء من مصادر مستقرة، سواء من محطة المبروكة المرتبطة بسد تشرين، أو من جهة مدينة الدرباسية عبر محطة سويدية، مع ترميم وتأمين خطوط الكهرباء والمياه من التعديات. وشدد على أهمية "وضع خطة عاجلة وشاملة تشمل تطبيق قوانين رادعة بحق المخالفين من العسكريين والمدنيين الذين يتعدون على خطوط المياه، إضافة إلى إشراك المنظمات الإنسانية والدولية لدعم حل الأزمة."
الحاجة إلى حلول مستدامة
تتطلب أزمة المياه في الحسكة حلولاً جذرية ومستدامة تتجاوز التدخلات المؤقتة، خاصة مع تصاعد الأمراض المرتبطة بنقص المياه النظيفة. وتظل القضية في جوهرها ملفًا إنسانيًا بحتًا يحتاج إلى تعاون دولي ومحلي لتأمين حق السكان في حياة كريمة ومياه شرب آمنة.