الإثنين, 24 نوفمبر 2025 09:25 AM

وهم دخول شركات اتصالات إقليمية: هل تدفعنا الشائعات ثمن خيبات متتالية؟

وهم دخول شركات اتصالات إقليمية: هل تدفعنا الشائعات ثمن خيبات متتالية؟

منذ أشهر، انطلقت صفحات الفيسبوك في حملة ترويجية محمومة، متسابقةً في إعلان بشرى دخول شركة اتصالات إقليمية إلى سوريا، واعدةً السوريين بإنترنت لم يسبق لهم تجربته. حينها، تخيلتُ التخلص من احتكار شبكات الاتصال المحلية التي تبخل حتى بأبسط الخدمات.

سناك سوري- رحاب تامر

مرت الأيام والشهور وأنا أتحمل سوء الإنترنت، وأعد مديري بالصبر، قائلاً في سري: "انتظر حتى يأتي الإنترنت الحقيقي". وفي كل مرة تخذلني الشبكة، أفكر في كيفية الانتقام من شريحتي الصغيرة في هاتفي المهترئ. هل أنتقم منها سراً، أم أعلن إعدامها وتقطيعها أمام الجميع دون خوف من عقاب؟ بالتأكيد لم أفكر باختطافها، بل أردت "انتقاماً مع ثأر كبير" بالقول والفعل، وليس بالفعل فقط كما يحدث في سنغافورة اليوم.

اليوم، أجد نفسي ضحية لشائعة فيسبوك التي أثارت في داخلي مشاعر التوق إلى تجاوز هذا الجحيم، والوصول إلى المستقبل الموعود. فلم تدخل شركة "زين"، ولم تتوقف شركات الاتصالات المحلية عن مد يدها إلى جيوبنا قسراً، والبحث فيها عن بقايا مال ادخرناه لطعامنا وطعام أطفالنا.

حتى حلم المنافسة الذي تمنيت أن أراه قبل موتي تبخر. فلا منافسة إلا بين شقيقتين تتفقان علينا ليلاً وتخبراننا في الصباح، وإن اضطرت إحداهما للتبرير مجاملة، تقول في بيانها: «وإدراكها لاعتمادهم على شبكتها كجسر تواصل أساسي». هي تدرك أيضاً أنها بوصفها الوحيدة تستطيع التحكم بالسوق وبنا!

مقالات ذات صلة

  • السبت, 22 نوفمبر 2025, 12:27 م
  • السبت, 22 نوفمبر 2025, 9:51 ص

وهكذا أغمضت الشريحة عينيها، وتناومت عن قصد، وتدثرت بلحاف الاحتكار، تاركة إياي أكلم نفسي وأبحث عن إشارة وهمية، وأهمس في أذن الموبايل: "افتحي يا شبكة"… وما فتحت.

والله يسترنا من باقي شائعات الفيسبوك، تبع "الراتب رح يصير بالدولار"، و"المنحة الجاية قريبة"، و"سوريا على أبواب نهضة اقتصادية"، لأنو إذا كل إشاعة بتكلفنا هالقد خيبة أمل.. لازم نبلش نشتري مسكنات نفسية مع كل كرت شحن رصيد!

مشاركة المقال: