إدلب تستقبل عيد الأضحى بأسعار ملتهبة وحركة شراء متواضعة: هل يفقد العيد بهجته؟


هذا الخبر بعنوان "أسواق إدلب قبل العيد: ارتفاع في الأسعار وحركة شراء خجولة" نشر أولاً على موقع Syria 24 وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١ حزيران ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
مع اقتراب عيد الأضحى، تظهر أسواق مدينة إدلب هذا العام بأقل حيوية وازدحامًا من السنوات السابقة، وذلك في ظل ارتفاع كبير في أسعار مختلف السلع، بدءًا من الملابس وصولًا إلى المواد الغذائية الأساسية. وعلى الرغم من أن معظم المحال التجارية قد فتحت أبوابها، إلا أن الإقبال الشرائي لا يزال محدودًا للغاية، نتيجة لضعف القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الدعم الإنساني الذي كان يصل إلى المنطقة.
خلال جولة لمراسل "سوريا 24" في السوق الشعبي بقلب مدينة إدلب، تم رصد ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع، وخاصة المواد الغذائية والتموينية التي تعتبر ضرورية لتحضيرات العيد.
الأسعار المسجلة (بالليرة التركية) كانت كالتالي:
في حين أن متوسط الأجر اليومي للعامل في إدلب يتراوح بين 60 و 100 ليرة تركية، مما يجعل توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة أمرًا صعبًا للغاية، خاصة خلال فترة الأعياد.
أفاد المواطن أبو صطيف، أحد سكان مدينة إدلب، لمنصة سوريا 24، بأن أسعار مستلزمات العيد هذا العام "تضاعفت بنسبة تصل إلى 100%" مقارنة بالعام الماضي، مؤكدًا أن هذا الارتفاع شمل جميع المواد، من الملابس إلى الفواكه والحلويات. وأرجع سبب هذا الغلاء إلى ما وصفه بـ "الانفتاح التجاري وتوسع السوق بعد التحرير"، مشيرًا إلى أن ذلك "لم يصاحبه تحسن في الدخل أو زيادة في القدرة الشرائية للمواطنين". كما أشار إلى أن ضعف الإقبال الشرائي يعود إلى سببين رئيسيين، أولهما تراجع الدعم الذي كانت تقدمه المنظمات الإنسانية، حيث قال: "المنظمات التي كانت تساهم في دعم الأسر تراجعت عن عملها في إدلب، واتجهت للعمل داخل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام، مما أثر سلبًا على دخل الأهالي". أما السبب الثاني، فاعتبره "الغلاء المستمر الذي دفع العديد من العائلات إلى تأجيل شراء مستلزمات العيد أو الاكتفاء بالضروريات فقط".
من جهته، صرح التاجر أبو عثمان، صاحب محل لبيع الملابس في سوق إدلب، لمنصة سوريا 24، بأن الحركة الشرائية هذا العام "أضعف من جميع المواسم السابقة"، مؤكدًا أن الأسواق "لا تشهد أي ازدحام يذكر، حتى في الأيام القليلة التي تسبق العيد". وأشار إلى أن "الأسعار في إدلب لا تختلف كثيرًا عن غيرها من المناطق"، لكنه يرى أن "السبب الحقيقي وراء ضعف الإقبال هو تدهور الأوضاع المعيشية للسكان". وأكد أبو عثمان أن "البلدية والجهات المحلية قدمت تسهيلات جيدة للتجار، ولم تكن هناك أي معوقات تنظيمية أو إدارية"، لكنه اعتبر أن "القدرة الشرائية هي العامل الحاسم الذي يؤثر بشكل مباشر على الأسواق".
في ظل هذه الظروف، يبدو أن عيد الأضحى هذا العام في إدلب يمر بطعم مختلف. الأسواق موجودة، والسلع متوفرة، لكن جيوب المواطنين الفارغة تلقي بظلالها الثقيلة على مظاهر العيد. وبينما تنتظر المحال التجارية المشترين، تبقى الغالبية العظمى من الأهالي غير قادرة على مواكبة الأسعار، في ظل غياب حلول حقيقية تخفف العبء عنهم.
سوريا محلي
سياسة
سياسة
سياسة