يواصل الاحتلال الإسرائيلي الترويج لنجاح التطبيع مع دول عربية مثل مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب، مستغلاً إعلامه لإقناع الشعوب العربية الرافضة للتطبيع بفوائد اتفاقيات السلام والتطبيع الاقتصادية والأمنية.
خلال حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، قامت دول عربية مطبعة وغير مطبعة بتزويد إسرائيل بالأسلحة والعتاد والمؤن بأوامر من واشنطن، مما أثار استياءً واسعًا في العالم العربي.
أكدت الإدارة الأمريكية السابقة والحالية أنها أمرت الدول العربية التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية بتزويد إسرائيل بالأسلحة خلال العدوان على غزة في أكتوبر 2023، مما سمح لإسرائيل بمواصلة حربها.
تظهر المعطيات الإسرائيلية الرسمية نموًا كبيرًا في التجارة مع الدول العربية منذ اتفاقيات السلام في 2020، حيث تضاعفت التجارة مع العديد من الدول أكثر من ثلاث مرات في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021 مقارنة بالعام السابق.
منذ عام 2019، وصل حجم التبادل التجاري بين الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام وإسرائيل في مجالات السياحة والسايبر والبنية التحتية والاقتصاد إلى أكثر من 10 مليارات دولار.
نشرت صحيفة (معاريف) العبرية أن صادرات الصناعات الأمنية الإسرائيلية لعام 2024 بلغت 14.795 مليار دولار، وهو رقم قياسي وغير مسبوق.
كشفت وزارة الأمن الإسرائيلية أن مبيعات المعدات الأمنية لإسرائيل إلى الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام قد ازدادت بعد توقيع الاتفاقيات.
يشهد الطلب على الدفاع الجوي تزايدًا من وزارات الدفاع حول العالم، وخاصة في أوروبا، بسبب هجمات الطائرات المسيرة في الحرب الروسية الأوكرانية والهجوم الإيراني على إسرائيل.
تضاعف حجم الصادرات الإسرائيلية منذ عام 2019، بزيادة تقدر بملياري دولار عن أرقام عام 2023، على الرغم من دعوات مقاطعة إسرائيل وتجنيد العديد من العاملين في الصناعات الأمنية في الخدمة الاحتياطية.
يرى وزير الأمن الإسرائيلي أن نتائج الحرب أدت إلى زيادة الاهتمام بالأسلحة الإسرائيلية، نتيجة لنجاحات الجيش الإسرائيلي والصناعات الأمنية ضد حماس وحزب الله واليمنيين وإيران.
حسب بيانات وزارة الحرب، فإن حجم الصادرات حسب التوزيع الجغرافي هو: أوروبا (54%)، وآسيا والمحيط الهادئ (23%)، ودول اتفاقيات أبراهام (12%)، وأمريكا الشمالية (9%)، وأميركا اللاتينية (1%)، وإفريقيا (1%).
تسعى وزارة الحرب الإسرائيلية لتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام ليشمل دولًا أخرى في الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية، لما تنطوي عليه من إمكانات كبيرة لعقد صفقات أمنية.
رأت الباحثة الإسرائيلية عنات ماروم أن اتفاقيات أبراهام لم تُلغَ على الرغم من الحرب على غزة، بل إن الحرب والخشية من التطرّف الإيرانيّ دفعتا الدول المُطبّعة إلى توثيق العلاقات الأمنيّة والاقتصاديّة والتكنولوجيّة مع إسرائيل.
أكدت الباحثة أن تقوية العلاقات مع إسرائيل تجري في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من مقاطعة واسعة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من الأصوات الإسرائيلية التي تؤكد أن التطبيع لم يعد بالفائدة على إسرائيل.