الكرياتين للنساء: فوائد تتجاوز الرياضة إلى الصحة العامة والعافية


هذا الخبر بعنوان "الكرياتين… لماذا تفضّله النساء؟" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٩ حزيران ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
شهدت صورة مكمّل الكرياتين تحوّلاً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، بعدما كان استخدامه محصوراً نوعاً ما بلاعبي كمال الأجسام الذكور. اليوم، بات هذا المكمل الغذائي يحظى بإقبال واسع من النساء، وسط تغيّر في الثقافة الصحية وتزايد الاهتمام باللياقة والعافية.
ووفقاً لتقرير حديث نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن هذا التحوّل مدفوع بعوامل علمية واجتماعية عدّة تُبرز أهمية الكرياتين كخيار ذكي لصحة المرأة.
بيولوجياً، تنتج أجسام النساء ما يقارب 20 إلى 30% أقل من الكرياتين مقارنة بالرجال، ما يجعل تعويض هذا النقص عبر المكملات أمراً مفيداً جداً. لكن ما يجعل الكرياتين أكثر من مجرد مكمل رياضي هو اتساع قائمة فوائده؛ فإلى جانب دوره التقليدي في تعزيز الأداء الرياضي وبناء العضلات، تُظهر الأبحاث الحديثة أن للكرياتين تأثيرات إيجابية على كثافة العظام، وظائف الدماغ، جودة النوم، وحتى الصحة النفسية، إذ أُشير إلى احتمالية مساعدته في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
هذا التحوّل في صورة الكرياتين تواكب مع تغيّر في الثقافة الرياضية، إذ باتت النساء أكثر حضوراً في صالات رفع الأوزان وتمارين المقاومة، مدفوعات برغبة في الحفاظ على القوة واللياقة مع التقدّم في السن. في الوقت نفسه، بدأت الشركات المنتجة للمكملات بإعادة تسويق الكرياتين كمنتج Wellness (عافية) شامل، وتقديم تركيبات مخصصة للنساء، بعيداً من الصورة النمطية المرتبطة بعضلات ضخمة وذكورية.
من الناحية الصحية، تشير الدراسات إلى أن الكرياتين يساعد في زيادة الكتلة العضلية والمحافظة عليها، وهو ما يكتسب أهمية خاصة لدى النساء بعد سن الثلاثين، إذ يبدأ الجسم بخسارة تدريجية للعضلات.
كذلك، أظهرت الأبحاث أن الدمج بين الكرياتين وتمارين المقاومة قد يُعزز من كثافة العظام، وهو ما يشكّل وقاية مهمة من هشاشة العظام، خاصة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
أما على المستوى الذهني، فهناك مؤشرات أولية على أنّ الكرياتين قد يلعب دوراً في دعم التركيز والذاكرة، والمساعدة في مواجهة أعراض الاكتئاب.
يُنصح عادةً بتناول 5 غرامات يومياً.
التغيّر في صورة الكرياتين يعود أيضاً إلى قوة التأثير الإعلامي، إذ باتت منصات التواصل الاجتماعي تعجّ بمؤثرات وخبيرات تغذية يروّجن لفوائد هذا المكمل. لم يعد الحديث عنه مقتصراً على المنتديات الرياضية أو المتاجر المتخصصة، بل أصبح جزءاً من حوارات يومية حول الصحة والعناية الذاتية.
من جهة السلامة، يتمتع الكرياتين بسجل آمن وموثوق، مع ندرة في ظهور آثار جانبية عند استخدامه بالجرعات الموصى بها. ويُنصح عادةً بتناول 5 غرامات يومياً دون الحاجة إلى ما يُعرف بمرحلة «التحميل»، على أن يُستشار الطبيب قبل بدء أي مكمل، خاصة لمن يعاني من مشكلات في الكلى أو أمراض مزمنة.
في النهاية، يبدو أن الكرياتين خرج من عباءة كمال الأجسام ليصبح أداة صحية متكاملة تخدم احتياجات النساء في مختلف مراحل العمر، من تعزيز القوة العضلية والعظمية إلى دعم الحالة الذهنية. إنه مكمل صغير بتأثيرات كبيرة، يعيد تعريف مفاهيم الجمال والقوة والرفاه في عالم النساء.
اقتصاد
سوريا محلي
سوريا محلي
رياضة