الإثنين, 4 أغسطس 2025 08:17 PM

صراع النفوذ المتصاعد: هل تعيد الحرب الإسرائيلية الإيرانية تنشيط الميليشيات في شرق سوريا؟

صراع النفوذ المتصاعد: هل تعيد الحرب الإسرائيلية الإيرانية تنشيط الميليشيات في شرق سوريا؟

مع تصاعد حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، يثار تساؤل حول سعي طهران لإعادة تنظيم خلاياها المسلحة في شرق سوريا، بهدف إثارة الفوضى أو ممارسة ضغوط سياسية وعسكرية. يأتي هذا بالتزامن مع حملة أمنية استهدفت عناصر تابعة للميليشيات الإيرانية في الميادين، أسفرت عن اعتقالات وفرار قيادات.

النفوذ الإيراني: من مشروع توسعي إلى خلايا محدودة

يرى الصحفي عمر خطاب أن الميليشيات الإيرانية تمكنت من التغلغل في مختلف جوانب الحياة في دير الزور، مستغلة التهميش والفوضى الأمنية لتوسيع نفوذها عبر المال والسلاح، خاصة من خلال تهريب المخدرات والأسلحة. ويشير إلى أن الحملة الأمنية الأخيرة في الميادين كانت خطوة ضرورية، لكنه يؤكد على ضرورة استمرارها لاجتثاث النفوذ الإيراني بشكل كامل.

بين التشيّع الأيديولوجي والمصلحي

يوضح خطاب أن معظم حالات التشيّع في دير الزور كانت بدافع مصلحي، للحصول على المال أو الحماية، باستثناء حالات قليلة مثل قرية حطلة. ويشير إلى أن إيران مستمرة في التواصل مع هذه العناصر عبر قنوات تهريب، ما يعكس استمرار المصالح المشتركة.

البوكمال: النقطة الساخنة القادمة

يحذر خطاب من أن منطقة البوكمال وأريافها ما تزال قابلة للاشتعال، بسبب قربها من الحدود العراقية ونشاط عناصر من الحشد الشعبي والحرس الثوري فيها. ويشير إلى وجود محاولات لإعادة تفعيل الخلايا في الداخل السوري بهدف إرباك السلطة.

قدرة السلطة الجديدة: محدودة ولكن ممكنة

يرى خطاب أن هناك ثغرات في الأداء الأمني والإداري للسلطة السورية، لكنه يؤكد على وجود فرصة لتحسين الواقع من خلال إعادة ضبط الحوكمة الأمنية، وتمكين المجتمعات المحلية، ودعم المبادرات الذاتية لمواجهة النفوذ الإيراني.

الميلشيات الموالية لإيران تحوّلت إلى خلايا محدودة التأثير

يؤكد الباحث السياسي فراس علاوي أن الوجود الإيراني في الشمال والشرق السوري تحول إلى خلايا محلية محدودة التأثير، تشكلت بدوافع مصلحية وليست عقائدية. ويرى أن قدرة هذه الخلايا على التأثير محدودة بوجود القوات الأمريكية، لكن الخطر يبقى قائماً ويتطلب جهداً أمنياً متماسكاً وإرادة سياسية واضحة.

تكشف المعطيات الأمنية والسياسية في شرق سوريا عن تراجع ملحوظ في الوجود المباشر للميليشيات الإيرانية، وتحول هذا النفوذ إلى خلايا محلية صغيرة ومصلحية. ورغم محدودية قدرتها على التحرك العسكري، إلا أن ارتباطها بالخارج، وتحديدًا بإيران، يجعل منها أدوات محتملة لإثارة الفوضى أو تنفيذ أعمال تخريبية ضمن الصراع الإقليمي. ويرى المراقبون أن معالجة هذا التحدي تتطلب جهودًا مستدامة تتجاوز المقاربة الأمنية التقليدية، نحو دعم الحوكمة المحلية وتمكين المجتمع وتفعيل شبكة الردع الإقليمي، لضمان تحصين شرق سوريا من محاولات الاستغلال الإيراني المتجدد.

مشاركة المقال: