(CNN) -- في عملية غير مسبوقة، قُتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بينهم أعلى رتبة عسكرية وقائد سلاح الجو ورئيس سابق للأمن القومي. من المتوقع أن تحدث هذه الخسارة صدمة في المؤسسة العسكرية الإيرانية وقد تعيق قدرة الجمهورية الإسلامية على الرد على الهجمات الإسرائيلية. إليك أبرز المعلومات عن هؤلاء القادة:
اللواء محمد باقري
يشغل محمد باقري منصب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية منذ عام 2016. يقدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن قوام هذه القوات يتجاوز 500 ألف فرد نشط. ووفقًا لوثيقة صادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية عام 2019، تُعدّ هيئة الأركان العامة "أعلى هيئة عسكرية في إيران، وهي التي تُنفّذ السياسات وتراقب وتنسّق الأنشطة داخل القوات المسلحة".
فرضت عقوبات على باقري، إلى جانب 9 آخرين مقربين من خامنئي، بسبب "قمع الشعب الإيراني، وتصدير الإرهاب، والترويج لسياسات مزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء العالم". في عام 2017، أظهرت صور نشرتها وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء اجتماعه مع قوات إيرانية تقاتل في سوريا. وفي أبريل/ نيسان، التقى باقري وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان آل سعود، في طهران، في زيارة نادرة من قِبل عضو بارز في العائلة المالكة السعودية إلى الجمهورية الإسلامية. وخلال الاجتماع، وجه وزير الدفاع السعودي تحذيراً إلى باقري بضرورة أخذ عرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتفاوض على اتفاق نووي على محمل الجد لتجنب خطر الحرب مع إسرائيل.
اللواء حسين سلامي
بصفته قائدًا للحرس الثوري الإسلامي، كان اللواء حسين سلامي أحد أقوى الشخصيات في إيران، حيث أشرف على أقوى أذرعه العسكرية وكان مسؤولًا مباشرةً أمام المرشد الأعلى، علي خامنئي. ترأس سلامي الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2019، وشهد هذا المنصب قيادته لإحدى أقوى أدوات الدولة الإيرانية، والتي لعبت دورًا فعالًا في سحق المعارضة في الداخل واستعراض قوة إيران في الخارج.
يمول الحرس الثوري الإيراني ويدعم شبكة واسعة من الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة، والتي يستخدمها لضرب العسكريين الأمريكيين وغيرهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط. يُعتقد أيضًا أن الحرس الثوري الإيراني يُقدم مواد ودعمًا للحوثيين في اليمن، مما يُمكّن الجماعة من ضرب السفن الدولية في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ وطائرات مُسيّرة على إسرائيل. كان سلامي على رأس الحرس الثوري الإيراني عندما أطلقت إيران مئات الطائرات المُسيّرة والصواريخ على إسرائيل في أبريل وأكتوبر من العام الماضي، في أول ضربات مباشرة تُنفذها إيران على الأراضي الإسرائيلية.
في يناير، شوهد سلامي وهو يتفقد ما وصفته وسائل الإعلام بأنه منشأة عسكرية تحت الأرض لعبت دورًا في تلك الهجمات، وارتدى سلامي زيًا عسكريًا أخضر ولحية قصيرة، وأدى تحية الجنود في المجمع الكهفي تحت الأرض، وسار فوق علمي الولايات المتحدة وإسرائيل على الأرض. وأفادت وكالة مهر نيوز الإيرانية شبه الرسمية أن الموقع يُصنّع الآن "صواريخ خاصة جديدة".
كان سلامي قائدًا للحرس الثوري الإيراني عندما أسقط طائرة ركاب أوكرانية بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران الدولي، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا. وحُكم على قائدٍ لم يُكشف عن هويته في الحرس الثوري الإيراني، مسؤولٍ عن نظام الدفاع الصاروخي أرض-جو "تور إم1" الذي أسقط الطائرة، بالسجن 13 عامًا، وفقًا لوكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.
قالت المحللة الأمنية في شبكة CNN، بيث سانر، إن قتل سلامي تُشبه قتل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية: "يمكنكم تخيّل ما سيفعله الأمريكيون".
علي شمخاني
كان علي شمخاني مساعدًا مقربًا للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ومثّل طهران في المحادثات التي أثمرت عن اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية. أكدت شبكة التلفزيون الحكومية الإيرانية (IRINN) وفاته في أعقاب الغارات الإسرائيلية غير المسبوقة، الجمعة.
شغل شمخاني منصب أعلى مسؤول للأمن القومي في البلاد لمدة عقد من الزمان بدءًا من عام 2013، وقبل ذلك شغل عددًا من المناصب المهمة، بما في ذلك في الحرس الثوري الإسلامي ووزارة الدفاع. مثّل شمخاني إيران في المحادثات التي توسطت فيها الصين مع المسؤولين السعوديين، والتي أدت إلى اتفاق البلدين على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من العداء، لكنه استبدل فجأة في منتصف عام 2023. ترشح للرئاسة عام 2001، وشغل مناصب قيادية في الحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع. ومع ذلك، ظلّ مساعدًا مقربًا للمرشد الأعلى، وقدّم المشورة مع عودة إيران إلى المحادثات النووية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي أبريل/ نيسان، وقبل أيام من المحادثات مع الولايات المتحدة، حذّر من أن طهران قد تطرد مفتشي الأمم المتحدة النوويين وتتوقف عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا شعرت بالتهديد.
أمير علي حاجي زاده
يُعد مقتل أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، ضربة موجعة لطهران. ترأس حاجي زاده البرنامج الصاروخي الإيراني، الذي شارك في الدفاع عن المجال الجوي للبلاد وتنفيذ هجمات في الخارج. وكان حاجي زاده العقل المدبر للهجوم الإيراني السابق على إسرائيل في أبريل/ نيسان 2024، بالإضافة إلى الهجوم الصاروخي على قاعدة أمريكية في العراق عام 2020. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن حاجي زاده قُتل إلى جانب قادة كبار آخرين في القوات الجوية في غارة جوية أثناء تجمعهم في مركز قيادة تحت الأرض.