الأربعاء, 25 يونيو 2025 07:40 AM

الداخلية السورية تكشف تفاصيل تفجير مار إلياس: داعش وراء العملية ومنفذوها قدموا من مخيم الهول

الداخلية السورية تكشف تفاصيل تفجير مار إلياس: داعش وراء العملية ومنفذوها قدموا من مخيم الهول

كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، خلال مؤتمر صحفي عقده في دمشق، عن تفاصيل العملية الأمنية التي استهدفت أوكاراً لتنظيم "داعش". وأوضح أن العملية أسفرت عن ضبط مستودعات للأسلحة والمتفجرات، وتحييد أحد المتورطين في تفجير كنيسة "مار إلياس" في دمشق.

وأكد البابا أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الخلية المفككة تتبع لتنظيم داعش ولا تمارس أي نشاط دعوي. وأشار إلى أن متزعم الخلية، المدعو محمد عبد الإله الجميلي، من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، ويعرف داخل التنظيم بلقب "والي الصحراء". وأضاف أنه سيتم عرض اعترافات الجميلي المصورة لاحقاً.

كما كشف البابا أن الانتحاري الذي نفذ التفجير في كنيسة مار إلياس، وآخر ألقي القبض عليه أثناء توجهه لتنفيذ تفجير انتحاري في مقام السيدة زينب بريف دمشق، قدما من مخيم الهول عبر البادية السورية. وأوضح أن الانتحاريين غير سوريين وتسللا إلى دمشق بمساعدة المدعو "أبي عماد الجميلي" مستغلين حالة الفراغ الأمني.

وأشار البابا إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف الخلية في وقت قياسي من خلال تحليل المعلومات الميدانية والأدلة التقنية، ما أدى إلى تحديد هوية أحد المشتبه بهم الذي أوصل الانتحاري الأول إلى الكنيسة. وخلال العملية، تبين وجود شخص آخر برفقته، ما أسفر عن اشتباك ناري أدى إلى تحييد سائق الدراجة النارية وإصابة الشخص الثاني، وتبين أن السائق هو من نقل الانتحاري الأول وكان بصدد إيصال انتحاري آخر إلى مقام "السيدة زينب".

وبالتحقيق مع الانتحاري الثاني، اعترف بمكان الوكر الذي انطلقت منه الخلية الإرهابية، وبمداهمة الموقع ألقي القبض على متزعم الخلية محمد الجميلي، الذي اعترف بدوره في إدارة أربعة أوكار ومستودعات أسلحة ومتفجرات أخرى، جرى مداهمتها جميعاً، وتم خلال ذلك إحباط تفجير دراجة نارية كانت معدة لاستهداف تجمعات مدنية في العاصمة دمشق.

وأكد المتحدث أن أجهزة الأمن ستظل درعاً وسيفاً في وجه أي تهديد، وأن وزارة الداخلية ستنشر المزيد من التفاصيل فور انتهاء التحقيقات اللازمة. وأضاف أن سوريا كانت وما تزال أرض التسامح والإخاء ومنارة الحضارة ولن يجد الإرهاب فيها إلا ما يخيب شره.

كما كشف البابا أن العمل الأمني يجري على مسارات متعددة تشمل التوعية، والمجالات الاجتماعية، والأمنية، والتواصلية، التي يحاول تنظيم "داعش" اختراقها. ولفت إلى أن "تنظيم أنصار السنة" الذي تبنى الهجوم هو تنظيم وهمي ولم يتبنَّ العملية إلا بعد صدور التحقيقات الأولية عن وزارة الداخلية. وأشار إلى أن تنظيم داعش تعرض لضربة أمنية قاصمة لم يكن يتوقعها، وأن العدالة ستأخذ مجراها لمحاكمة العناصر المتورطة، وأنه لا يمكن الجزم بوجود صلات خارجية حتى انتهاء التحقيقات الأولية.

واعتبر البابا أن تنظيم "داعش" وعصابات "الفلول الإرهابية" يمثلان التحدي الأبرز الذي تواجهه سوريا اليوم، مؤكداً أن داعش تنظيم عابر للحدود ولا يهدد دولة بمفردها بل يهدد مجموعة من الدول. وتحدث المتحدث باسم الوزارة عن ظاهرة تجنيد الشباب في مخيم الهول، مشيراً إلى أن التنظيم يستغل "الدوافع المرتبطة بالثأر والانتقام" في تجنيد هؤلاء. كما كشف عن وجود ما بين 500 إلى 600 ضابط منشق عن أجهزة الأمن الداخلي يمكن الاستفادة منهم خلال المرحلة المقبلة.

مشاركة المقال: