ألقت الأجهزة الأمنية السورية القبض على مدلول العزيز، عضو مجلس الشعب السابق، بتهم تتعلق بقضايا أمنية وفساد مالي. وأكد مصدر أمني لقناة "الإخبارية" الرسمية، اليوم 25 حزيران، أن الأمن الداخلي في دمشق اعتقل العزيز، الذي وصف بأنه أحد أبرز أذرع النظام السوري السابق.
من هو مدلول العزيز؟
مدلول العزيز هو عضو سابق في مجلس الشعب، خلال الدورة الأخيرة 2020-2024، قبل سقوط النظام السابق. يواجه اتهامات بقضايا أمنية ومالية. ووفقًا لموقع "مع العدالة"، انضم العزيز إلى تنظيم "جبهة النصرة" بين عامي 2012 و 2015.
انشق العزيز عن "النصرة" بعد دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى منطقة دير الزور، وهرب إلى دمشق وأجرى مصالحة مع المخابرات الجوية. أسس ميليشيا من عشيرته (البكارة) لصالح المخابرات الجوية، وضمت عناصر سابقين في "جبهة النصرة" بعد تنسيق مصالحة لهم مع قوات النظام السابق.
سيطر مدلول على عدة حواجز في دير الزور وريفها ضمن مناطق سيطرة النظام السابق، عُرفت باسم حواجز "أبو ذباح" نسبة إليه. اشتهرت حواجز "أبو ذباح" بتشليح المواطنين وابتزاز المطلوبين أمنيًا وتجارة العملات المزورة المحلية والأجنبية، بحسب "مع العدالة".
دخل العزيز مجال الأعمال بعد إثرائه بشكل "غير مشروع"، حيث أسس شركة "شام العزيز" المتخصصة في استيراد وتصدير مواد البناء والأدوات اللازمة للبناء واستيراد وتوزيع المشتقات. وأشار الموقع إلى أن العزيز مسؤول عن عمليات قتل وخطف واعتقال وطلب الفديات واغتصاب من دمشق إلى تدمر وصولًا للمنطقة الشرقية، في دير الزور والميادين والبوكمال.
نشاطه في مجلس الشعب
تمكن عضو مجلس الشعب السابق، وفقًا للموقع ذاته، من جمع ثروة طائلة من خلال أعمال "السرقة والابتزاز"، مما مكنه من دخول انتخابات مجلس الشعب لدى النظام السوري عبر شراء أصوات الناخبين وذمم مراقبي الصناديق. رشح نفسه للانتخابات بدعم من "حاج علي"، قائد ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني بدير الزور، وبدعم من نواف البشير شيخ قبيلة "البكارة" التي ينحدر العزيز من أحد أفخاذها وهو "العبيدات".
أسقط النظام السابق الحصانة عن العزيز في الدورة الأخيرة من مجلس الشعب، وسمح بالملاحقة القانونية بحقه. لم تتضح أسباب الملاحقة، إلا أن العزيز صدرت بحقه دعوى قضائية في نيسان 2023، بتهم تتعلق بتهريب بضائع ممنوعة (وقود، دخان، أغنام، أسلحة، مواد غذائية، أجهزة طبية)، بلغت قيمتها 16 مليار ليرة سورية. تمت تبرئة العزيز إلى جانب عضوين آخرين وجهت لهما نفس التهمة، بحسب منشور له على "فيس بوك" في 25 حزيران 2024.
بعد سقوط النظام
اختفى العزيز بعد سقوط النظام السابق، إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى هروبه لمناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اعتقلت "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) التابعة لـ"قسد"، العزيز في دير الزور في شباط الماضي.
وفقًا لـ"المرصد"، بقي العزيز مدة شهر في دمشق بعد سقوط النظام، ثم حصل على "الأمان" بواسطة أحد أفراد عشيرته من أفراد "هيئة تحرير الشام" (نواة السلطة الحالية)، ثم هرب إلى دير الزور، بعد سماعه عن نية اعتقاله من قبل جهاز الأمن العام.