الإثنين, 30 يونيو 2025 11:35 PM

الدراما السورية: آمال بانتعاش وعودة قوية في ظل التحولات السياسية

الدراما السورية: آمال بانتعاش وعودة قوية في ظل التحولات السياسية

عنب بلدي – أمير حقوق: في خضم التحولات السياسية التي تشهدها سوريا، يحدو صناع الدراما السورية الأمل في إعادة بناء المشهد الدرامي، واستعادة ألق وانتشار الدراما السورية كما كان في السابق. وتتجه الأنظار اليوم نحو الدراما السورية لتقديم محتوى يعكس واقع المواطن السوري، ويتفاعل مع تطلعات المجتمع، من خلال استثمار التحول السياسي وتشجيع الإنتاج الدرامي، مما يعزز حضور سوريا على الساحة الفنية العربية والعالمية.

تطلعات إيجابية

مع التغيرات السياسية في سوريا، والتوقعات بانتعاش الحركة الفنية وعودة الاستثمارات، تتجدد آمال الفنانين السوريين، خاصة فيما يتعلق بمستقبل الدراما السورية ودورها في التعبير عن الواقع الجديد. المخرجة السورية رشا شربتجي صرحت لـ عنب بلدي بأن النظرة لمستقبل الدراما السورية إيجابية، مؤكدة أن الفن هو مرآة سوريا للخارج، ويعبر عن قيم وأخلاق وطموحات الشعب السوري. وترى أن التجربة الفنية في التحول السياسي السوري ما زالت في بدايتها، وأن الصعوبات التي قد تواجه صناع الدراما لم تتضح بعد.

الفنانة السورية عبير شمس الدين تعتقد أن الدراما السورية في طريقها نحو الأفضل، وأن انتعاشها سيعود قريبًا، وستستعيد حضورها العربي. وكشفت في حديثها لـ عنب بلدي أن مجموعة شركات ستبدأ قريبًا بالإنتاج الفني في سوريا، وهو ما يشجع الدراما السورية وصناعها. وتشاركها الرأي الفنانة وفاء موصللي، التي أكدت أن افتتاح شركتين للإنتاج الفني في سوريا بعد التحرير يدل على أهمية المرحلة المقبلة للدراما السورية، وأن الدراما السورية أمام فرصة كبيرة لجذب المستثمرين والجمهور العربي.

وترى موصللي أن التحرير حدث قبل أشهر قليلة من الموسم الرمضاني، وبالتالي كانت أغلبية المسلسلات قد أوشكت على نهاية التصوير، مما يعني أن الموسم الماضي لم يشهد استغلالًا كاملًا للتحول السياسي في الأعمال الدرامية السورية.

استغلال مساحة الحرية

عانى صناع الدراما السورية في السابق من قيود تحد من حريتهم في معالجة الواقع السوري، واليوم يُؤمل أن تستغل الدراما التحول السياسي، وأن تتمتع بحرية وجرأة في طرح المشكلات ومعالجتها. الفنانة السورية عهد ديب تتوقع مستقبلًا أفضل للدراما السورية، لأن الفترة الحالية تتسم بالحرية. وتستذكر الفترة السابقة وما شهدته من قيود على الحركة الفنية وعدم الشفافية.

واقترحت الفنانة وفاء موصللي الابتعاد عن طرح القضايا بشكل عام، والتركيز على التفاصيل، وتناول ما حدث في كل بقعة سورية بحرية وجرأة وعدل ومصداقية، لاستعادة ألق الدراما السورية. الصحفي والكاتب السوري وسام كنعان ذكر في لقاء سابق مع عنب بلدي أن الانفتاح السياسي الداخلي سيتيح تعددية الأحزاب وانفتاح الإعلام وارتفاع سقف الرقابة، وهو مكسب مهم للدراما السورية، معتبرًا ذلك سلاحًا ذا حدين. الجانب الإيجابي يتمثل في تناول المواضيع ومعاينتها بنقد حر، أما الجانب السلبي فيتمثل في التوجه نحو المواضيع التي حُرمت من الطرح سابقًا بشكل مباشر وفج، مما قد يفقد الدراما بعضًا من توهجها في الترميز والإسقاط.

فرصة للاستثمار

من المتوقع أن تتجه شركات الإنتاج العربية الكبرى لافتتاح مراكز لها في سوريا، وأن يبدأ الاستثمار الخارجي في القطاع الفني. وأشار الناقد الفني عامر عامر في حديث سابق إلى عنب بلدي إلى أن الانفتاح السياسي يفتح الباب أمام شركات الإنتاج العربية والأجنبية للاستثمار والتصوير في مناطق سورية مختلفة، مرجحًا ذلك لعدة أسباب، منها الانقطاع عن هذه المواقع لسنوات، والتكلفة والتقديرات المالية، مما سيصب في خانة الإنتاج وزيادة الميزانيات. وتطرق عامر إلى مسألة عودة الفنانين السوريين المهاجرين، مؤكدًا أن وجودهم سيعيد تقديم الدراما السورية بصورة أكثر إشراقًا مع رؤى مختلفة، وأن ذلك سيزيد من اتساع رقعة جمهور الدراما السورية، وسيعزز النقد المجتمعي.

مشاركة المقال: