الثلاثاء, 1 يوليو 2025 05:48 PM

كوباني: اتفاق تاريخي بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية يسهل امتحانات الشهادتين ويثير ارتياح الأهالي

كوباني: اتفاق تاريخي بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية يسهل امتحانات الشهادتين ويثير ارتياح الأهالي

فتاح عيسى – كوباني

يمثل الاتفاق بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا بشأن إجراء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية في مناطق الإدارة الذاتية، تحولاً هاماً لاقى استحسان السكان والطلاب على حد سواء. وقد ساهم هذا الاتفاق في توفير الراحة النفسية وتخفيف الأعباء المالية التي كانت تثقل كاهل العائلات.

في الثامن من يونيو/حزيران الماضي، أعلنت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية عن التوصل إلى اتفاق مشترك مع الحكومة السورية لتنظيم العملية الامتحانية للطلاب في مناطق شمال وشرق سوريا.

توفير وتخفيف معاناة السفر

يقول شيخ أحمد العيداوي (50 عاماً)، وهو من سكان بلدة صرين جنوبي كوباني ووالد طالبة تتقدم لامتحانات الإعدادية في بلدته، في حديث لنورث برس، إن إجراء الامتحانات في المنطقة ساهم بشكل كبير في تخفيض المصاريف. ويتذكر التكاليف الباهظة التي تكبدها عندما أرسل ثلاثة من أبنائه لتقديم الامتحانات في مدينة حلب خلال السنوات الماضية.

ويضيف العبداوي أن المصاريف شملت الانتقال والسفر وأجور المواصلات، بالإضافة إلى استئجار سكن لمدة شهر لإجراء الامتحانات. ويشير إلى أن الاتفاق بين الحكومة والإدارة الذاتية حقق الراحة النفسية والجسدية للطلاب وذويهم، حيث يتمكن الطلاب من الاستعداد للامتحانات في منازلهم وتقديمها في مناطقهم.

ويلفت إلى أن معظم أولياء الأمور يقومون بإيصال أبنائهم إلى المراكز الامتحانية ثم يتابعون أعمالهم أو ينتظرونهم لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات فقط حتى انتهاء الامتحانات. ويبين أن هذه الأمور، على بساطتها، تسببت في راحة نفسية للطلاب واطمئنان لذويهم لأنهم يقدمون امتحاناتهم بالقرب منهم.

ويذكر العيداوي أنه عندما كان يرسل أبنائه إلى حلب لإجراء الامتحانات لمدة عشرين أو خمسة وعشرين يوماً، كان يتواصل معهم عبر الهاتف ويبقى قلقاً بشأن أوضاعهم، أما الآن فالوضع أفضل بكثير.

راحة واستقرار نفسي

من جانبه، يقول محمد الحسن (50 عاماً)، وهو من سكان ريف صرين، إن الاتفاق بين الحكومة والإدارة الذاتية بشأن الامتحانات أدخل السرور على نفوس الطلاب وأراحهم، وساهم في استقرارهم نفسياً من جهة، وخفض المصاريف التي كان أولياء الأمور يتكبدونها بسبب إجراء الامتحانات في مناطق بعيدة.

ويضيف الحسن أن مصاريف الامتحانات تقتصر حالياً على المواصلات وإيصال الطالب إلى المراكز الامتحانية، وهي لا تشكل سوى مبلغاً رمزياً. كما يذكر أن الطالب كان يعاني في السابق من الضغوط بسبب الانتقال والسفر، وأن العائلة كانت تعاني مادياً بسبب المصاريف، إضافة إلى المخاوف، وخاصة إرسال الفتيات إلى مناطق بعيدة.

ويعتبر الحسن إجراء الامتحانات في منطقتهم أكثر أماناً للطلاب من الانتقال إلى محافظة حلب. ويقول إن المراكز الامتحانية أصبحت أقرب، وإن المصاريف انخفضت كثيراً، كما أن الطلاب باتوا يشعرون بمعنويات مرتفعة عندما يقدمون الامتحانات في مناطقهم.

بدورها، تقول شفين أوسي، وهي من سكان مدينة كوباني، إن الاتفاق بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية سهل الأمور عليهم إلى درجة كبيرة، حيث كانوا يستعدون للسفر إلى مدينة حلب لمرافقة أبنائهم أثناء تقديم امتحانات الشهادة الثانوية والإعدادية قبل إعلان الاتفاق.

وتضيف أوسي أن نقل الامتحانات إلى مناطقهم سهل أمورهم كثيراً، لأنهم كانوا سيضطرون لاستئجار منزل في حلب، بينما حالياً يأتون إلى بلدة صرين يوم الامتحان ويعودون في نفس اليوم إلى منازلهم. وتشير إلى أن عودة الطلاب إلى منازلهم بعد إجراء الامتحان يشعرهم بالراحة أكثر، وبالتالي يؤثر إيجاباً على التحضير للامتحان التالي.

وتذكر أوسي أنها كانت ستضطر لترك بعض أطفالها في كوباني والسفر إلى حلب ومرافقة عائلة أخرى من أجل تخفيض مصاريف الاستئجار، بينما حالياً أصبحت الأمور أسهل على العائلات.

من جهته، يقول شاهين خليل (60 عاماً)، وهو من سكان قرية القنايا بريف كوباني الغربي، إن الامتحانات أصبحت أفضل وسهلت الوضع عليهم، فعندما كان أبناؤهم يقدمون الامتحانات في حلب كانت التكاليف أكبر والجهد والتعب على الطلاب وذويهم أكبر، بينما حالياً يتم إجراء الامتحانات في بلدة صرين القريبة على قريتهم.

ويتمنى خليل أن تكون هناك مراكز امتحانية في قرية القنايا خلال العام القادم لأن هناك أعداداً كبيرة من الطلاب فيها. ويشير إلى أن المصاريف والنفقات على إجراء الامتحانات انخفضت بنسبة 90 بالمائة، مضيفاً أنه كان الطالب يحتاج إلى مرافق وسكن وتكاليف السكن والمواصلات، وانشغال الأب والأم وعدم مقدرتهم على مرافقة الطالب أحياناً، بينما حالياً يتم إيصال الطلاب من منازلهم بواسطة السيارات إلى المراكز الامتحانية وإعادتهم إلى منازلهم بعد انتهاء الامتحان.

ويبين أن الموضوع أثر على الوضع النفسي للطلاب أيضاً، حيث أن تقديم الطلاب لامتحاناتهم في مناطقهم سهل عليهم الأمور، داعياً أن تكون الأعوام القادمة أفضل بحيث تتوزع مراكز الامتحانات في كوباني وقرى بلدة الشيوخ.

انطلقت العملية الامتحانية للشهادة الإعدادية في مناطق شمال وشرق سوريا في 21 يونيو/حزيران الماضي، وتقدم لها أكثر من 26 ألف طالب وطالبة في 115 مركز امتحاني، حسبما أفاد خلف المطر، الرئيس المشارك لهيئة التربية في شمال وشرق سوريا في تصريح سابق لنورث برس.

وتجرى امتحانات المناهج الحكومية لأول مرة بالتنسيق مع الإدارة الذاتية في مناطقها، التي تتبنّى منهاجاً خاصاً بها منذ عام 2015، يشمل اللغات الكردية والعربية والسريانية، في مناطق شمال شرقي سوريا.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: