الجمعة, 4 يوليو 2025 12:36 AM

في سنغافورة: جيش من المتطوعين يبرر للحكومة كل شيء

في سنغافورة: جيش من المتطوعين يبرر للحكومة كل شيء

في عالم لا يعرف المستحيل، وأيام حافلة بالأحداث والتريندات، يجد أهالي "سنغافورة" دائماً مبرراً لكل شيء، مهما بلغ من إدهاش وغرابة، ليطبّلوا لحكومتهم الرشيدة.

في "سنغافورة"، تقرّ الدولة النظام السياسي وتختار الوزراء ومعاونيهم بناءً على ولائهم (للوطن طبعاً) ومن أجل راحة الشعب، تنتخب أعضاء البرلمان بدلاً عنه، بينما المواطن السنغافوري ينعم بإنجازات الدولة في منزله.

في ظل هذا الرخاء والأمان والرفاهية، نشأت طبقة سنغافورية أصيلة نظّمت صفوفها كأنها مؤسسة عالمية، وكل أعضائها متطوعون بحس وطني فاق التوقعات، معبرين عما يمكن تسميته "المعجزة السنغافورية".

هؤلاء المتطوعون، الذين يمكن اعتبارهم جيشاً موازياً من أنصار الحكومة، مهمتهم دفاعية في الأصل، لكن شعورهم بالقوة قد يدفعهم للهجوم. فإذا أخطأ مسؤول (وقلّما يحدث ذلك)، ينبرون للدفاع عن الخطأ ويمنحونه لمسة سحرية تبريرية تحوّله إلى إنجاز. وإن سمعوا مواطناً ينتقد الخطأ، يهاجمون بكل قوتهم وأسلحتهم الفايسبوكية مثل "ها ها" وتعليقات "ابكي بترتاح" و"هلأ مو وقتو ولازم نوقف مع الدولة".

هذا الجيش الدفاعي تفوّق على نفسه لكثرة "الأخطاء/الإنجازات" فسبق الحكومة في دفاعه عنها، وإن كانت تسمح بهامش بسيط من النقد، فإنه لا يسمح بذلك ويطالب الجميع بالانضمام إليه للتصفيق للحكومة. فإذا كانت يد واحدة لا تصفّق، فإن يداً واحدة تطبّل. طبّل يا أخي، ماذا تنتظر؟ أن يأكلنا الأعداء؟ أن نفسح المجال للناقدين والحاقدين؟ طبّل يا أخي دفاعاً عن "سنغافورة".

مقالات ذات صلة

  • الخميس, 8 مايو 2025, 11:38 ص
  • الثلاثاء, 3 مايو 2022, 2:17 م

الوسوم

مشاركة المقال: