بدعوة من وزارة الخارجية اليابانية، قام ا.د. جورج جبور بسلسلة من النشاطات الثقافية والزيارات السياحية في جزيرة هيروشيما على مدى أسبوعين. وكانت أبرز هذه الزيارات، زيارة نصب ضحايا هيروشيما.
يذكر أنه قبل 26 عامًا، كان لا يزال هناك العديد من الضحايا يعانون من آثار القصف الذري، وكانوا متواجدين في الموقع لتقديم شهاداتهم للزائرين، مما أثار مشاعر الحزن والرغبة في البكاء.
وقد أيقظ هذا المشهد تصريح الرئيس ترامب عن "هيروشيما الإيرانية"، في ظل تداول التصريحات والتسريبات حول حقيقة ما جرى في الاشتباك الذي استمر قرابة أسبوعين بين قوتين تمتلكان سلاحًا ذريًا، وقوة أخرى تصرح بأنها لا تنوي تصنيع سلاح ذري بناءً على عقيدة أخلاقية.
يرغب الرئيس ترامب في أن يصنع لنفسه صورة صانع سلام، وهو حق مشروع له، ولكن السؤال المطروح هو: كيف يصنع سلامًا من يمنح أرضًا سورية محتلة إلى قوة احتلال؟
مع اقتراب ذكرى أهم مقتلة في التاريخ بعد أقل من خمسة أسابيع، تستعد بلدية هيروشيما لإحياء الذكرى ودعوة سفراء الدول، باستثناء السفير الأمريكي، الذي لم يحضر في السابق. ويبقى السؤال: هل تغير هذا الأمر؟
إن ما لم يتغير في تعامل أمريكا مع هيروشيما هو التردد المستمر في تقديم اعتذار رسمي. فهل تحمل إشارة ترامب إلى هيروشيما في معرض حديثه عن عدوانه على إيران معنى إدانة للتوحش الأمريكي في 6 و 9 آب 1945؟
يرى الكاتب أن ترامب سياسي غير عادي، وقد يكون قد وضع الاعتذار المطلوب في قائمة ما يمكن أن يفعله للفوز بجائزة نوبل للسلام. ويؤكد أنه إذا اعتذر، فسيشكره، لكنه سيقول له: "لا يكفي!"، فالاعتذار وحده لا يكفي لنيل الجائزة، بل يجب إخضاع البرنامج الذري الإسرائيلي للرقابة الدولية.
ويختتم الكاتب بالإشارة إلى أن البعض قد يرى أن ذلك أيضًا لا يكفي.
*الكاتب: معاهد ضحايا هيروشيما، 1999, بالسعي من أجل اعتذار. دمشق. مساء 6 تموز 2025 (اخبار سوريا الوطن-١)