السبت, 5 يوليو 2025 01:07 AM

سوريا وأمريكا تبحثان مكافحة الإرهاب وتنسيقًا بشأن الأسلحة الكيميائية

سوريا وأمريكا تبحثان مكافحة الإرهاب وتنسيقًا بشأن الأسلحة الكيميائية

بحث وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع نظيره الأمريكي، ماركو روبيو، ملف مكافحة الإرهاب في سوريا، خلال اتصال هاتفي جمعهما يوم الجمعة 4 من تموز. وتناول الجانبان التهديد الذي لا يزال يشكله تنظيم “الدولة الإسلامية”، خاصة بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة “مار إلياس” في دمشق، وفقًا لما نشرته وزارة الخارجية السورية على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”.

أشار الطرفان إلى أن الهجوم الذي وقع في 22 من حزيران الماضي، كان واحدًا من بين عشرات الهجمات التي تمكنت الأجهزة السورية من إحباطها خلال الأشهر الماضية. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن تعتبر تنظيم “الدولة الإسلامية” التهديد الأكبر الذي يواجه الحكومة السورية حاليًا. وأبدت واشنطن التزامها بتبادل المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات السورية في مجال مكافحة الإرهاب.

في السياق ذاته، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن أمريكا تدعم سوريا في مواجهة الجماعات الإرهابية. وأشارت إلى أن واشنطن رفعت العديد من العقوبات لتسهيل دعم الحكومة السورية في تعزيز قدراتها للتصدي للإرهاب، وذلك في إطار الجهود الدولية لضمان استقرار سوريا والمنطقة. وأوضحت بروس أن أمريكا تدعم الحكومة السورية في محاربة القوى الساعية إلى زعزعة الاستقرار وإشاعة أجواء الخوف في سوريا والمنطقة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين سوريا وأمريكا، أعلن وزيرا خارجية البلدين خلال المكالمة الهاتفية عن التنسيق المشترك لإنشاء لجنة خاصة بملف الأسلحة الكيماوية بمشاركة الدولتين. كما أعربت دمشق عن قلقها المتزايد إزاء محاولات إيران التدخل في الشأن السوري، خاصة في أعقاب الضربات الإسرائيلية التي تعرضت لها طهران مؤخرًا. من جانبها، حذرت الولايات المتحدة من أن إيران، رغم انشغالاتها الحالية، لن تتوقف عن السعي لتغيير موازين القوى داخل سوريا.

وحول رفع العقوبات الأمريكية، أكد الشيباني أن سوريا تتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات، وعلى رأسها قانون “قيصر”. كما تناول الاتصال الهاتفي مشاركة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشدد الجانبان على أن استمرار قانون “قيصر” يقيد قدرة الشركات والمستثمرين على الانخراط اقتصاديًا في سوريا على المدى الطويل.

من جانبه، أكد روبيو أن الإدارة الأمريكية تواصل تنفيذ توجيهات الرئيس دونالد ترامب لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك العمل مع الكونجرس لإلغاء قانون “قيصر” خلال الأشهر المقبلة. واعتبر وزير الخارجية الأمريكي قرار ترامب بشأن سوريا “تاريخيًا” ومن شأنه أن يعيد تشكيل مستقبل سوريا والمنطقة. كما ناقش الجانبان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجنوب السوري، وأعرب الشيباني عن تطلع سوريا للتعاون مع أمريكا للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

أفاد روبيو أن أسوأ ما يمكن أن تشهده المنطقة هو انقسام سوريا أو عودتها إلى “الحرب الأهلية”. وأبدت الولايات المتحدة رغبتها في إعادة فتح سفارتها في دمشق، موجهة دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري لزيارة واشنطن في أقرب وقت، في خطوة اعتبرتها الخارجية السورية تحولًا ملموسًا نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

محادثات سورية- إسرائيلية

صرح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، في مقابلة أجراها مع صحيفة “نيويورك تايمز“، في 3 من تموز، بأن سوريا وإسرائيل منخرطتان في محادثات “ذات مغزى” عبر الولايات المتحدة تهدف إلى استعادة الهدوء على طول حدودهما. وقال براك، إن الإدارة الأمريكية ترغب في انضمام سوريا إلى اتفاقيات “أبراهام”، التي أسست علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وأربع دول عربية خلال ولاية ترامب الأولى.

وحذرّ براك من أن اتفاقيات “أبراهام” قد تستغرق وقتًا، لأن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، قد يواجه مقاومة في الداخل، “لذا عليه أن يعمل ببطء”، بحسب براك وفيما يخص توقيع ترامب الأمر التنفيذي لإنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، قال براك إنه بدلًا من فرض مطالب صارمة، حددت الإدارة الأمريكية أهدافًا للحكومة السورية للعمل على تحقيقها، بينما تراقب واشنطن تقدمها.

وتشمل هذه المؤشرات إيجاد تسوية سلمية مع إسرائيل، ودمج الميليشيات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تقودها “قسد” التي تسيطر على شمال شرقي سوريا، إضافة إلى التحقيق في مصير الأمريكيين الذين فُقدوا خلال الحرب. حول قلق مسؤولين أمريكيين إزاء آلاف المقاتلين الذين قدموا إلى سوريا من الخارج للمشاركة في الحرب، ومعظمهم ضمن جماعات “جهادية”، قال براك إن واشنطن أدركت أن سوريا لا تستطيع طرد من بقي فيها، وأنهم قد يشكلون تهديدًا للحكومة الجديدة في حال استبعادهم، لذا تتوقع إدارة ترامب شفافية بشأن الأدوار الموكلة إليهم.

واعتبر المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، أن رفع العقوبات الأمريكية كان أكثر فعالية من الإبقاء عليها لتشجيع التغيير ولتلبية سوريا مطالب محددة، مضيفًا أن العقوبات المتتالية لم تنجح أبدًا على أي حال.

مشاركة المقال: