الإثنين, 7 يوليو 2025 03:24 AM

تبني "أنصار السنة" لحرائق الساحل يثير المخاوف: التخريب البيئي سلاح جديد?

تبني "أنصار السنة" لحرائق الساحل يثير المخاوف: التخريب البيئي سلاح جديد?

أثار تبني فصيل "سرايا أنصار السنة" لإشعال حريق قَسْطَل معاف، الذي صُنّف الأخطر بين حوالي عشرين حريقًا ضربت المنطقة في ظروف مناخية غير مواتية، صدمةً كبيرة لدى السكان. يأتي هذا بعد أن تجنب أهالي الساحل السوري ما وصف بـ "حريق أمني" بعدم استجابتهم لدعوات التظاهر التي وُجّهت من الخارج احتجاجًا على تصاعد عمليات القتل والخطف، دون تنسيق مع وجهاء المنطقة. لكنهم وجدوا أنفسهم عاجزين عن إخماد حرائق الطبيعة التي التهمت مساحات واسعة من الجبال والغابات والقرى على مدى أربعة أيام.

أعلن تنظيم "سرايا أنصار السنة"، عبر مؤسسة "دابق" الإعلامية التابعة له، بالإضافة إلى مؤسسة "العاديات"، مسؤوليته عن إشعال الحرائق في غابات القسطل بريف اللاذقية في 8 محرم، مما أدى إلى انتشارها ونزوح السكان وتعرض بعضهم للاختناق. بالتزامن مع هذا الإعلان، أعادت حسابات التنظيم على "تلغرام" نشر فتوى صادرة عن "المفتي العام" للتنظيم أبو الفتح الشامي، تجيز تخريب الاقتصاد وإحراق ممتلكات "المشركين والكفار"، وذلك تأكيدًا على "شرعية" إحراق غابات القسطل.

يعكس هذا التبني تصعيدًا خطيرًا في أساليب التنظيم، حيث يستخدم التخريب البيئي كسلاح في عملياته ذات الطابع الطائفي، مما يثير المخاوف من استمرار هذه الاستهدافات ويهدد السلم الأهلي، وفقًا لتقرير صادر عن "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

لم تنجح جهود فرق الإطفاء والدفاع الوطني في احتواء الحرائق، مما استدعى تدخل مروحيات الجيش السوري وإنشاء غرفة عمليات مشتركة. كما انضمت تركيا والأردن إلى جهود الإطفاء، حيث أرسلت تركيا طائرات مروحية وآليات إطفاء، بينما أبدت الأردن استعدادها لإرسال فريق متخصص وطيران إطفاء بالتنسيق مع وزارة الخارجية السورية.

يذكر أن "سرايا أنصار السنة" قد تبنى في السابق التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق. وقد أعاد تبني التنظيم لحريق قسطل معاف الجدل بشأن خلفياته، خاصة في ظل التركيبة السكانية المتنوعة في المنطقة، حيث يشكل التركمان السنة نسبة كبيرة من السكان، مما يتناقض مع هدف تهجير "النصيريين" المعلن.

وكانت وزارة الداخلية السورية قد وصفت "سرايا أنصار السنة" بأنه "تنظيم وهمي" بعد تبنيه تفجير الكنيسة، لكنها أشارت إلى أنه قد يكون تابعًا لتنظيم "داعش". من جهته، شكك الدكتور سامر عثمان، المختص بهندسة الغابات، في أن يكون حريق قسطل معاف ناتجًا عن أسباب طبيعية، مرجحًا وجود "عامل بشري" وراءه، مستندًا إلى دراسة أعدها ونشرها على "فايسبوك"، والتي خلصت إلى أن اشتعال الحرائق يتطلب توافر شروط مناخية وبيئية معينة، لا تتوفر حاليًا.

في غضون ذلك، استمرت جهود الإطفاء بمشاركة فرق الإطفاء والدفاع الوطني ومتطوعين مدنيين، بالإضافة إلى تدخل مروحيات الجيش السوري.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: