الثلاثاء, 22 يوليو 2025 09:37 PM

نكتة سياسية من زمن الاتحاد السوفيتي: قصة وعبرة من الماضي

نكتة سياسية من زمن الاتحاد السوفيتي: قصة وعبرة من الماضي

مالك صقور: في عام 1976، خلال المؤتمر الخامس والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي في موسكو، انتشرت شائعة واسعة النطاق، وكانت النكتة السياسية ظاهرة ملحوظة. وكما يقول المثل الروسي: "في كل نكتة ظل حقيقة".

تقول القصة أن قادة الحزب الشيوعي السوفييتي دعوا مؤسسي الشيوعية والثورة الاشتراكية، كارل ماركس وفريدريك إنغلز وفلاديمير لينين وستالين، إلى المؤتمر. أرادت القيادة أن تفتخر بالإنجازات التي حققها الحزب والشعب السوفييتي. عرض الأمين العام ليونيد بريجنيف هذه الإنجازات بفخر، قائلاً إنها تحققت بفضل نظرياتهم وإرشادهم.

شملت الإنجازات:

  • الحفاظ على الثورة ومبادئ الاشتراكية.
  • تطبيق الاشتراكية في جميع أنحاء جمهوريات الاتحاد السوفييتي.
  • تصنيع ثلاثة ملايين جرار في الخطة الخمسية الأولى عام 1931.
  • القضاء على الأمية.
  • نجاح تجربة الكلخوزات والسفخوزات.
  • تطوير التعليم ليصبح الأفضل في العالم.
  • الانتصار على النازية والفاشية.
  • تأسيس حلف وارسو.
  • تشكيل منظومة الدول الاشتراكية.
  • التفوق في غزو الفضاء، مع يوري غاغارين كأول إنسان يغزو الفضاء.
  • تطوير البحث العلمي وبناء الجامعات والمعاهد.
  • توفير التعليم المجاني من رياض الأطفال حتى الدراسات العليا.
  • تأسيس جامعة الصداقة باسم باتريس لومومبا.
  • توفير الطبابة المجانية والدواء بثمن رمزي.
  • تأسيس أعظم مترو أنفاق في العالم والنقل شبه المجاني.
  • القضاء على البطالة وتأمين مستقبل الشباب.
  • تقديم المساعدات الغذائية والعسكرية لثمانين دولة نامية.
  • دعم حركات التحرر الوطنية العالمية.
  • تقديم الدعم المادي لكوبا.
  • تعميم الثقافة من خلال طباعة ملايين الكتب.

بعد عرض بريجنيف للإنجازات، اختفى القادة الأربعة فجأة. بدأ أندروبوف رئيس الـ(كي جي بي) ورجاله البحث عنهم. وجدوا ماركس وإنغلز في مصنع سيارات الزيل، حيث كان ماركس يلقي خطاباً أمام العمال. ووجدوا لينين في محطة القطارات يحجز تذكرة إلى فنلندا للتحضير للثورة من جديد. أما ستالين، فوجدوه أمام ضريح لينين في الساحة الحمراء، يقول: "لا يمكن بناء الشيوعية مادام الإمبريالية والصهيونية تعربدان في العالم".

تذكرت هذه القصة عندما انعقد المؤتمر القومي العربي في بيروت. وتمنيت لو أن حمدين صباحي دعا إلى مؤتمره رواد النهضة العربية والقومية العربية وأبطال الوحدة العربية، مثل رفاعة الطهطاوي وأديب اسحق وأحمد فارس الشدياق وأحمد لطفي السيد وقاسم أمين وفرح أنطون وخير الدين التونسي وشكيب أرسلان وعبد الرحمن الكواكبي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو وساطع الحصري وبطرس البستاني وعبد الحميد الزهراوي وأنطون سعادة وناصيف اليازجي وسلطان باشا الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وعمر المختار وجمال عبد الناصر وزكي الأرسوزي.

أليس من المهم أن يعرف هؤلاء الرواد ماذا حقق الأبناء والأحفاد؟ إذا لم يرض القادة الأربعة عن القيادة السوفييتية بعد كل هذه الإنجازات، فماذا عن رواد النهضة والقوميين السوريين والقوميين العرب بعد كل هذه الهزائم والفجائع والتشرذم والقضاء على مشروع النهضة العربي؟ ماذا سيقولون لنا؟ هل سيسامحوننا أم سيلعنوننا؟

أخيراً، قارنوا يا أولي الألباب.

مشاركة المقال: