الخميس, 10 يوليو 2025 11:21 PM

الحكومة السورية تحذر من تجاوز اتفاق آذار والمبعوث الأمريكي ينتقد تباطؤ قسد

الحكومة السورية تحذر من تجاوز اتفاق آذار والمبعوث الأمريكي ينتقد تباطؤ قسد

أصدرت الحكومة السورية بيانًا أعربت فيه عن ترحيبها بأي مسار مع "قسد" ينطلق من الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووحدة الجيش والحكومة، ورفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة.

يأتي هذا البيان بعد زيارة وفد سياسي وعسكري من شمال شرق سوريا إلى دمشق، ولقائه بمسؤولين حكوميين بحضور المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا "توم باراك" وممثل الحكومة الفرنسية "جان باتيست فيفر". وقد دار الحديث حول لقاء قريب محتمل بين قائد قسد "مظلوم عبدي" والرئيس السوري "أحمد الشرع".

أكدت الحكومة السورية ترحيبها بانضمام "قسد" إلى الجيش السوري ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة. وأشارت إلى تفهمها للتحديات التي تواجه بعض الأطراف من "قسد"، لكنها حذرت من أن التأخير في تنفيذ اتفاق 10 آذار لا يخدم المصلحة الوطنية، مؤكدة على ضرورة عودة مؤسسات الدولة إلى شمال شرق البلاد لضمان تقديم الخدمات للمواطنين.

كما أوضح البيان أن الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر، وأن المطلوب هو العودة إلى الهوية الوطنية الجامعة والانخراط في مشروع الدولة السورية. وشددت الحكومة على أن المكون الكردي جزء أصيل من النسيج السوري، وأن جميع حقوق السوريين بمختلف انتماءاتهم مصانة ومحترمة ضمن مؤسسات الدولة وليس خارجها.

نقل عن مصدر لم يتم الكشف عن هويته أن الحكومة السورية رفضت مقترحات قدمتها "قسد" خلال اجتماع الأمس، وحذرت من الالتفاف على اتفاق 10 آذار. وأوضح المصدر أن وفد "قسد" أصر على إبقاء الهيكلية العسكرية الخاصة بـ"قسد" والانضمام إلى الجيش كقوة مستقلة تحت اسم "قوات سوريا الديمقراطية".

وبحسب المصدر، طالبت "الإدارة الذاتية" بتكريس نظام حكم لا مركزي يمنحها سلطات إدارية وأمنية واسعة في الشمال الشرقي، بينما شددت الحكومة على أن هذه المناطق يجب أن تخضع أمنيًا وإداريًا لسلطة دمشق المركزية. وأضاف المصدر أن الحكومة طالبت وفد "قسد" بعدم المماطلة والالتزام الجاد بتنفيذ بنود اتفاق آذار، محذرة من تداعيات خطيرة لاستمرار تضييع الوقت ومحاولات الالتفاف على الاتفاق. في المقابل، طالب وفد "قسد" بتمديد الفترة الزمنية المحددة للاتفاق، بحسب المصدر.

المبعوث الأمريكي ينتقد قسد

المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا "توم باراك"، الذي شارك في اجتماعات الأمس في العاصمة السورية، رأى أن الحكومة أبدت حماسًا كبيرًا لضم "قسد" إلى مؤسساتها. وخلال لقائه مع شبكة إخبارية، انتقد "باراك" بطء "قسد" في الاستجابة والتفاوض والمضي قدمًا، موجهًا حديثه إلى "قسد" بالقول إن هناك طريقًا واحدًا فقط وهو الطريق المؤدي إلى دمشق.

وعلق "باراك" على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي "مارك روبيو" حول الحكم الذاتي والسيادة، قائلًا إن الوزير لم يقصد بأي حال من الأحوال "كوردستان مستقلة".

في المقابل، لم يصدر أي تصريح رسمي عن "قسد" أو "الإدارة الذاتية" أو الوفد المشارك في الاجتماعات الجارية في دمشق حول تفاصيل ما جرى وحقيقة موقف "قسد" من الانضمام للجيش أو مطالبتها بتمديد مهلة تنفيذ الاتفاق.

يذكر أن الاتفاق الذي وقعه "الشرع" و"عبدي" نص على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، دون أن يأتي على ذكر أي نوع من الاستقلالية أو الخصوصية لـ"قسد" داخل المؤسسة العسكرية. كما لم تذكر بنود الاتفاق أي إشارة إلى نظام الحكم اللامركزي، لكنها نصت على ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة.

مشاركة المقال: