أكد المهندس أنور برهوم، مدبر دائرة الحراج في الغاب، في تصريح لمنصة إخبارية، أن منطقة سهل الغاب قد شهدت ما يزيد عن 11 حريقًا منذ بداية عام 2025. وشهدت مناطق متفرقة من سهل الغاب في ريف حماة الغربي، خلال الساعات القليلة الماضية، اندلاع ثلاثة حرائق حراجية جديدة، والتي طالت مواقع مختلفة من الغطاء النباتي والمساحات العشبية، مما أثار حالة من التوتر والقلق بين السكان القاطنين بالقرب من مواقع هذه الحرائق.
حرائق متفرقة وسط التحديات
أفاد مراسل المنصة الإخبارية بأن الحرائق قد بدأت في ثلاثة مواقع رئيسية، وهي:
- حريق قرية فورو
- حريق منطقة شطحة
- حريق نبع الطيب
وبفضل الجهود المشتركة التي بذلتها فرق الدفاع المدني السوري وفوج إطفاء الغاب، بالإضافة إلى تعاون أفراد المجتمع المحلي، تمكنت الفرق من السيطرة على جميع الحرائق وإخمادها قبل أن تمتد إلى المناطق المجاورة، وخاصة في موقع نبع الطيب، حيث كانت النيران تشكل تهديدًا مباشرًا للأراضي الزراعية والمباني السكنية القريبة.
ومع حلول الليل، تجددت النيران مرة أخرى في موقع نبع الطيب نتيجة اشتعال بؤر حريق خفية لم يتم اكتشافها أثناء عمليات التبريد، وتسبب التسارع الكبير في حركة الرياح في انتشار اللهب بسرعة، وظهور بؤر جديدة في مناطق قريبة من الموقع الأصلي.
وقد أدى هذا التجدد إلى اقتراب النيران من منازل المدنيين، مما استدعى تدخلًا سريعًا من فرق الإطفاء المتواجدة في المكان، والتي تلقت دعمًا إضافيًا من وحدات إطفاء قادمة من محافظة حماة لتعزيز جهود السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى أماكن أكثر خطورة.
ليست الأولى من نوعها
ذكر المهندس أنور برهوم، مدبر دائرة الحراج في الغاب، أن هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها، حيث سجلت المنطقة منذ بداية العام الحالي 11 حريقًا حرجياً وعشبياً، توزعت على مختلف مناطق سهل الغاب، بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 600 دونم. وأوضح برهوم في حديثه للمنصة الإخبارية أن الحريقين الرئيسيين اللذين تم رصدهما اليوم الجمعة، هما في منطقتي فورو ونبع الطيب، مضيفًا أن المساحة المحروقة حتى الآن في الحريق الأخير بلغت نحو 50 دونمًا، وأن الحريق كان يطال بشكل أساسي النباتات العشبية الجافة وأدغال الشوك، وهي مواد قابلة للاشتعال بسهولة، مما زاد من صعوبة التعامل مع النيران.
وأشار إلى أن الرياح القوية التي كانت سائدة في المنطقة كانت من أهم العوامل التي ساهمت في اتساع رقعة الحريق، وظهور بؤر ثانوية بعيدًا عن مركز الحريق الأساسي، مما استدعى توزيع الفرق على عدة محاور للتعامل مع النيران من كل الجهات.
فرق الإطفاء جاهزة ومستعدة
وأكد أن فرق الإطفاء لا تزال منتشرة في المواقع المتأثرة، وتقوم بعمليات مراقبة مستمرة وتفقد أي بؤر محتملة قد تعاود الاشتعال، كما تقوم بعمليات تبريد شاملة حول محيط المناطق المحروقة لضمان عدم تجدد الحرائق. ولفت برهوم إلى أن معظم الحرائق التي تشهدها المنطقة تكون ناتجة عن إهمال أو تصرفات غير مدروسة من بعض الأشخاص، مثل:
- إشعال النار في الأعشاب الجافة لأغراض التنظيف أو الرعي.
- رمي الأعقاب المشتعلة في المناطق الحراجية.
- أو حتى بسبب ماس كهربائي في خطوط الكهرباء العابرة للأحراش.
ودعا المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، والتواصل الفوري مع الجهات المعنية في حال رصد أي بؤرة حريق أولية، مؤكدًا أهمية دور الوعي المجتمعي في الحفاظ على الثروة الحراجية والزراعية في منطقة سهل الغاب، التي تعد من أغنى المناطق السورية من حيث التنوع البيئي والغطاء النباتي.