الثلاثاء, 15 يوليو 2025 05:33 AM

تراجع ملحوظ في خطط السفر إلى أوروبا لصيف 2025: نظرة على الأسباب والوجهات البديلة

تراجع ملحوظ في خطط السفر إلى أوروبا لصيف 2025: نظرة على الأسباب والوجهات البديلة

تكشف بيانات حديثة عن انخفاض في الاهتمام بالسفر إلى أوروبا خلال صيف 2025 مقارنة بالعام الماضي، وذلك نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسية مؤثرة على قرارات المسافرين من أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل واليابان.

وفقًا لأحدث إصدار من "بارومتر السفر لمسافات طويلة"، الذي أعدته مفوضية السفر الأوروبية بالتعاون مع شركة "Eurail BV"، تراجعت نسبة الراغبين في زيارة أوروبا خلال أشهر الصيف من 41% في 2024 إلى 39% في 2025، مما يعكس فتورًا في المشاعر السياحية تجاه القارة الأوروبية.

أظهرت نتائج البارومتر أن 57% من المشاركين من الأسواق البعيدة يخططون للسفر إلى الخارج بين مايو/أيار وأغسطس/آب 2025، بانخفاض طفيف قدره 1% مقارنة بالعام السابق. أما الرغبة في زيارة أوروبا تحديدًا، فقد انخفضت بنسبة أوضح، مدفوعة بتراجع الاهتمام من الولايات المتحدة (ناقص 7%)، والبرازيل (ناقص 6%)، وكندا (ناقص 6%)، واليابان (ناقص 5%).

على النقيض من ذلك، برزت الصين كسوق استثنائية، حيث أبدى 72% من المشاركين الصينيين رغبتهم في زيارة أوروبا خلال الصيف، بزيادة قدرها 10% مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بتحسن الوضع الاقتصادي وتغير في سلوك المستهلكين. كما سجلت أستراليا ارتفاعًا في نية السفر إلى أوروبا، حيث ارتفعت النسبة إلى 40% (زيادة 3%).

تعتبر التكاليف المرتفعة السبب الرئيسي وراء تراجع السفر، حيث أشار نصف المستطلعين إلى أن الأسعار تمنعهم من السفر إلى أوروبا. كما سجلت نسبة من لا يخططون للرحلة بسبب الكلفة زيادة بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي. وبحسب البارومتر، فإن تراجع ثقة المستهلك، وغياب الاستقرار الجيوسياسي، وتقلبات أسعار الصرف، كلها عوامل تضغط على قرار السفر.

أصبح المسافرون أكثر حرصًا على توزيع ميزانياتهم، إذ انخفضت نسبة من يخططون لإنفاق أكثر من 200 يورو يوميًا بنسبة 11%، بينما ارتفعت نسبة من يخططون لإنفاق ما بين 100 و200 يورو يوميًا إلى 40%. وتُعد الأطعمة على رأس أولويات الإنفاق (65%)، تليها التنقلات (41%)، ثم الأنشطة السياحية والتسوق.

تباينت نوايا السفر حسب الدول، ففي الولايات المتحدة تراجعت نية السفر إلى أوروبا إلى 33%، بانخفاض 7% عن 2024، بسبب ارتفاع التكاليف وتداعيات سياسية. وفي البرازيل، انخفضت النسبة إلى 45%، مع بقاء المسافرين الشباب وذوي الدخل المرتفع أكثر إقبالًا. وفي كندا، 37% فقط من الكنديين يخططون للسفر إلى أوروبا، بتراجع 5%. وأظهر اليابانيون أدنى مستوى من الاهتمام، إذ يخطط 13% فقط للزيارة. أما في كوريا الجنوبية، فأبدت نسبة 30% من المشاركين رغبتهم في السفر، مع تفضيل لوجهات مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا.

بدأ العديد من المسافرين في تفضيل السفر في أشهر مايو ويونيو بدلًا من ذروة الصيف في يوليو وأغسطس. فقد ارتفعت نسبة المهتمين بالسفر في أوائل الصيف من 24% في 2024 إلى 34% في 2025، ما يعكس سعي المسافرين لتجنب التكاليف المرتفعة والازدحام.

رغم المؤشرات السلبية، أكد رئيس مفوضية السفر الأوروبية، ميغيل سانز، أن "تراجع ثقة المستهلك عالميًا يجعل من الضروري تعزيز مكانة أوروبا كوجهة سياحية مفضلة، من خلال تحسين تنافسيتها".

توضح البيانات أن التحديات الاقتصادية والسياسية تلعب دورًا كبيرًا في إعادة تشكيل خريطة السفر العالمي، خاصة في ما يتعلق بأوروبا. وبينما تتراجع أسواق تقليدية، تبرز أسواق ناشئة مثل الصين وأستراليا كقوة دافعة جديدة في سياحة المسافات الطويلة.

مشاركة المقال: