دمشق تتهم إسرائيل بدعم المسلحين في السويداء وتتعهد بمحاسبة المتجاوزين

اتهمت السلطات السورية إسرائيل بشن غارات جوية على مواقع أمنية وعسكرية في الجنوب السوري، وذلك لدعم مجموعات مسلحة وصفتها بأنها خارجة عن القانون. يأتي هذا الاتهام في ظل استمرار الاشتباكات في محافظة السويداء وخرق التفاهمات المحلية التي تم التوصل إليها مؤخراً مع وجهاء المحافظة.

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات ما وصفته بـ "العدوان الإسرائيلي الغادر" الذي وقع صباح اليوم. وذكرت الوزارة في بيان لها أن هذا العدوان نُفذ عبر غارات جوية وهجمات منسقة باستخدام طائرات مسيرة وطائرات حربية، مؤكدة أن الهجمات استهدفت مناطق داخل الأراضي السورية وأدت إلى "استشهاد عدد من عناصر القوات المسلحة والأمنية، إلى جانب عدد من المدنيين الأبرياء".

واعتبرت الخارجية السورية أن هذا العمل الإجرامي يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرقاً فاضحاً للمبادئ القانونية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن التوقيت "مدروس وسياقه مشبوه، ويهدف إلى زعزعة الاستقرار الوطني وضرب الوحدة السورية".

وحملت الحكومة السورية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء وتبعاته، ودعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى إدانة هذا العدوان الآثم بشكل واضح وفاعل، مجددة تمسكها بحقها المشروع في الدفاع عن أراضيها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.

وأكدت الدولة السورية حرصها على حماية جميع أبنائها دون استثناء، وفي مقدمتهم أهلنا من أبناء الطائفة الدرزية (الموحدين الدروز)، ودعت أبناء محافظة السويداء إلى الوقوف صفاً واحداً خلف دولتهم وجيشهم الوطني، ورفض الانجرار خلف أي مشاريع مشبوهة أو دعوات فوضوية.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع وجهاء السويداء تعرضت للخرق، مشيرة إلى أن مجموعات مسلحة خارجة عن القانون شنت اعتداءات غادرة استهدفت عناصر الشرطة والأمن، في محاولة لإرباك المشهد الأمني ونسف ما تم التوصل إليه من تفاهمات محلية. وأضاف البيان أن طيران الاحتلال نفذ غارات جوية دعماً لتلك المجموعات، حيث استهدفت الغارات مواقع انتشار القوات الأمنية والعسكرية، وأسفرت عن استشهاد عدد من عناصر قوى الأمن والجيش.

ولفتت الوزارة إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في بعض الأحياء، في وقت تبذل فيه الحكومة جهودًا مع الوجهاء لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن والاستقرار.

وفي السياق نفسه، أكدت الرئاسة السورية على ضرورة التزام كافة الجهات المدنية والعسكرية بمنع كل أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر، مشيرة إلى أنها كلفت الجهات الرقابية المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية الفورية بحق كل متجاوز مهما كانت رتبته.

وعلى الصعيد الدولي، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا إن بلاده منخرطة مع جميع الأطراف في سوريا للسير نحو الهدوء، مضيفاً أن المناوشات الأخيرة في السويداء تثير قلق جميع الأطراف، وأن واشنطن تسعى لحل يراعي الدروز والقبائل والحكومة وإسرائيل. وأوضح أن بلاده تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في السويداء بطرق سلمية.

زمان الوصل