وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل ما لا يقل عن 169 سوريًا، من بينهم خمسة أطفال وست سيدات، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 200 شخص بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء، وذلك منذ 13 تموز الحالي. وأفادت "الشبكة" في بيان تلقت عنب بلدي نسخة منه، بأن هذه الأرقام الموثقة تستند إلى المعلومات الأولية التي تمكنت الشبكة من التحقق منها خلال الفترة الممتدة من 13 تموز وحتى بعد ظهر الأربعاء 16 من الشهر نفسه.
وذكرت الشبكة الحقوقية أن هذا التصعيد يأتي في سياق اشتباكات عنيفة وأعمال عنف متصاعدة، تشمل عمليات قتل خارج إطار القانون، وقصفًا متبادلًا، بالإضافة إلى هجمات جوية تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتشمل الحصيلة الأولية، وفقًا لـ"الشبكة"، ضحايا من المدنيين، بمن فيهم أطفال وسيدات وأفراد من الطواقم الطبية، إلى جانب مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة من البدو، وأخرى محلية خارجة عن سيطرة الدولة من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية.
وأكدت "الشبكة" أن هذه الحصيلة أولية وتعكس ما تم التحقق منه حتى لحظة إصدار البيان، مع الإشارة إلى أنه سيتم تحديثها تباعًا مع ورود المزيد من المعلومات. وأشارت إلى أن الجهود لا تزال جارية لتصنيف الضحايا بحسب الجهة المسؤولة عن الانتهاكات، وتحديد صفتهم بين مدنيين ومقاتلين. وأوضحت "الشبكة" في بيانها أنها لا تقوم بتوثيق حالات مقتل المسلحين المنتمين إلى مجموعات خارجة عن سيطرة الدولة في حال قضوا خلال الاشتباكات، انطلاقًا من منهجيتها المعتمدة في توثيق الضحايا، والمبنية على قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان، باعتبار ذلك "لا يشكّل انتهاكًا لحقوق الإنسان".
وأشارت "الشبكة" إلى أنها تقوم بتوثيق مقتل أي شخص بعد إلقاء القبض عليه، باعتباره جريمة قتل خارج نطاق القانون. وتشهد محافظتا السويداء ودرعا وضعًا طبيًا صعبًا في ظل تصاعد الاشتباكات في السويداء بين الفصائل المحلية والقوات الحكومية، بالإضافة إلى الغارات الإسرائيلية. وقال مدير صحة السويداء، أسامة قندلفت، لعنب بلدي، في وقت سابق، الأربعاء 16 من تموز، إن المستشفى "الوطني" في السويداء تعرض لخمس قذائف ورشقات بالرصاص، مما أدى إلى خروج قسم الإسعاف عن الخدمة، وسط وضع طبي "كارثي" ونقص في الكوادر والمستلزمات الطبية لعلاج الجرحى.
ووصل عدد المصابين إلى المستشفى الوطني في السويداء إلى 250 جريحًا و100 قتيل، من المدنيين والعسكريين، في حين لم تصدر أي إحصائية رسمية عن عدد القتلى من العسكريين أو المدنيين، عبر معرفات وزارة الدفاع أو وزارة الصحة. واقتربت القوات الحكومية من السيطرة على كامل مدينة السويداء، في وقت تستمر الاشتباكات مع فصائل محلية، والتي تتراجع باتجاه الريف الشرقي والجنوبي للمحافظة. وبحسب مصادر متقاطعة تحدثت إليها عنب بلدي، وصلت القوات الحكومية إلى الأحياء الشرقية من المدينة، قادمة من جهة الغرب، اليوم الأربعاء. وسيطرت قوى الأمن الداخلي على الأحياء الشرقية في المحافظة، وبدأت بتمشيطها من المجموعات التي وصفتها بـ"الخارجة عن القانون"، بحسب ما نقلته قناة "الإخبارية" الرسمية. واستهدفت إسرائيل بغارات جوية متتالية مبنى الأركان، قرب ساحة الأمويين، وسط العاصمة السورية دمشق. ورصدت عنب بلدي سيارات الإسعاف تتجه إلى المكان مباشرة، قادمة من مستشفى "المواساة". كما شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة قرب القصر الرئاسي بدمشق اليوم. وجاءت الغارات في وقت قال فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن الضربات التحذيرية انتهت، وتبدأ الآن "الضربات الموجعة".