في خطوة لافتة تعكس الدور التركي المتزايد في الملف السوري، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان بحث هاتفيًا مع نظيره السوري أحمد الشرع آخر التطورات في سوريا. وأفادت وسائل إعلام تركية بأن أنقرة نجحت في لعب دور محوري للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك بعد أيام من الاشتباكات العنيفة التي خلفت قتلى وجرحى بين المدنيين والمقاتلين المحليين.
أكدت مصادر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، أجريا محادثات مكثفة مع نظرائهما في عدة دول بهدف وقف التصعيد. وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن أنقرة تعمل على تنفيذ "خريطة طريق جديدة في سوريا"، بدعم مباشر من الرئيس رجب طيب أردوغان، وبمشاركة أميركية وأوروبية وسعودية.
صرّح وزير الخارجية التركي فيدان خلال مؤتمر صحفي: "هذه المنطقة لنا، ولن نقبل بفرض واقع من طرف واحد"، مضيفًا أن إسرائيل "تتبع سياسة تخريبية لا تراعي سيادة الدول ووحدة أراضيها".
إسرائيل تصعّد وتُمهل دمشق لسحب قواتها من الجنوب
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني قوله إن تل أبيب قد أمهلت الجيش السوري بضعة أسابيع لسحب أسلحته وقواته من درعا والمنطقة الجنوبية، محذرة من تدخل مباشر في حال لم يُنفَّذ ذلك. تأتي هذه التصريحات في سياق غارات جوية إسرائيلية متكررة، استهدفت في الأسابيع الأخيرة مواقع عسكرية ومدنية في جنوب سوريا، ما أثار مخاوف من توسيع رقعة النزاع.
المجتمع الدولي يندد بالتدخل الإسرائيلي ويحذّر من كارثة إنسانية
على الصعيدين الإنساني والسياسي، صدرت عدة بيانات دولية تندد بالغارات الإسرائيلية على الجنوب السوري، من جهات مثل المجلس النرويجي للاجئين، والاتحاد الأوروبي، والجامعة العربية، والأمم المتحدة، وعدد من الدول العربية. وأكدت هذه البيانات أن التصعيد الإسرائيلي يهدد الاستقرار الإقليمي ويفاقم الأزمة الإنسانية، محذرة من تقويض فرص التعافي في سوريا.
أشار بيان المجلس النرويجي للاجئين إلى أن الاشتباكات في السويداء والغارات الجوية الإسرائيلية "تهدد قدرة الشعب السوري على التعافي من سنوات الحرب"، مضيفًا أن الهجمات الأخيرة "تُجهِز على أي أمل في عودة الحياة الطبيعية إلى السوريين". ودعت الجهات الدولية المجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف واضح ضد هذه الانتهاكات التي تمثل خرقًا للقانون الدولي وتُساهم بشكل مباشر في زعزعة استقرار المنطقة".