الجمعة, 18 يوليو 2025 03:34 AM

أميمة إبراهيم: الشاعرة السورية التي ينبض قلبها بحب الوطن وشعره

أميمة إبراهيم: الشاعرة السورية التي ينبض قلبها بحب الوطن وشعره

في حمص، وفي صباح ربيعي تزامن مع عيد الأم، ولدت الشاعرة أميمة إبراهيم. نشأت في مدارسها، وتفاعلت مع تفاصيلها، من حجارتها السوداء إلى نسيمها الصيفي المنعش ولياليها الشتوية الدافئة. كانت وما زالت تحافظ على أحلامها، وشغفها الدائم بالبحث عن النور والمعرفة. كانت أميمة قارئة نهمة، لا تدع كتاباً يفلت من بين يديها، وتذكر بفضل لمكتبات مدرسة الشعلة وثانوية الغسانية بحمص، إضافة إلى دور مدرسي ومدرسات اللغة العربية في حياتها، والذين ساهموا في توجيهها نحو الكتابة، بدءاً بمواضيع التعبير وصولاً إلى الخواطر والقصائد والمشاركات الأدبية المتنوعة.

في كتاباتها، يظهر الحس الأنثوي جلياً، حيث تكتب بصيغة المؤنث اعتزازاً بنون النسوة وتاء التأنيث، وتسعى لتحقيق التوازن الإنساني. لعبت الطبيعة والأمكنة والناس دوراً بارزاً في إلهامها، خاصةً في تصوير معاناة المرأة في الحرب وآلام المجتمع بطريقة رمزية.

توقفت أميمة عن الكتابة للأطفال لفترة، خشية أن تنقل إليهم أوجاعها ومرارة الواقع، لكنها عادت لتكتب لهم عن الحرب والفقدان والألم، إيماناً منها بأنهم ليسوا صغاراً، بل سيكونون أكثر قوة وانتماءً للوطن. كما تركت وفاة أخيها جرحاً عميقاً في قلبها، دفعها لكتابة أولى كلماتها في رثائه: "قلبي قبَّرةٌ تنوءُ بالوجع والبرد شديد ألديك ماء وغطاء وكسرة خبز".

تغيرت كتاباتها بعد هذه التجربة، وتلونت مفرداتها بألوان الحياة المختلفة، لكنها لم تفقد الأمل. كتبت الشعر والنصوص السردية وأدب الأطفال والشعر المحكي، ولها عشرون مطبوعاً في مجال الشعر وأدب الأطفال.

من دواوينها الشعرية: "مقام للحزن مقام للفرح، نايات القصيدة غزالات الروح، هودج الياقوت مختارات شعرية مترجمة إلى الفرنسية، سرير الغيم، طفلة ومدينة ونشيد، على ضفاف المجاز" (قريباً). وفي أدب الأطفال: "كيف صارت الأحلام حكايا، أسرار الأم والقمر، على جناح قوس قزح، غيمة وأغنية، لسنا صغاراً، الرسام الصغير، الشجرة المدهشة، من حكايات جدتي، القمر ينسج كنزة، قريبتي ساحرة". ولديها أعمال أخرى تنتظر النشر.

عاشت أميمة بين دمشق وحمص، لكن ياسمين الشام لم يعوضها عن ياسمينة بيتها في حمص. ترى أن سوريا تسكن قلبها، ودائماً ما تؤكد أن الشعر وأدب الأطفال هما جناحان تحلق بهما في عوالم تمنحها القوة والحب لوطن متماسك. كانت فرحتها كبيرة عندما ترجمت قصائدها إلى الفرنسية، ورأت كلماتها تحلق في عوالم بعيدة، ثم ترجمت لاحقاً إلى الإيطالية والإسبانية.

تتمنى أميمة أن ترى سوريا تنعم بالسلام والأمان، وأن تعود السكينة إلى قلوب أبنائها. وتختتم بكلمات مؤثرة عن فقدان أخيها: "سلام سلام سلام للمدى الناهض على زرقة الوقت سلام لمئذنة في حيّنا واءمت حنين جرس في كنيسة سلام سلام سلام سلام لكم ….للبلد… السلام". (اخبار سوريا الوطن ٢-الثورة)

مشاركة المقال: