دعا الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، إلى فتح ممرات إنسانية من محافظة السويداء باتجاه مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). كما ناشد الحكومة الأردنية فتح معبر حدودي مباشر مع السويداء لتسهيل عبور المدنيين والمساعدات الإنسانية.
وفي بيان صدر عنه اليوم، وصف الهجري السويداء بأنها "منكوبة" وتعيش أوضاعًا مأساوية نتيجة التصعيد الأخير، معلنًا الحداد العام على أرواح الضحايا، وداعيًا أبناء المحافظة إلى رص الصفوف، ومواساة أهالي الشهداء بالصبر والتكاتف في وجه المحنة.
وأشار البيان إلى أن ما وصفه بـ"التنظيم الإرهابي المجرم" ارتكب مجزرة مروّعة بحق المدنيين في المحافظة، مؤكدًا أنه تم "تطهير السويداء من الإرهابيين"، على حد تعبيره. ودعا الشيخ الهجري إلى فتح الطريق نحو مناطق "الأخوة الأكراد"، مؤكدًا على أهمية هذه الخطوة في الوقت الراهن لتسهيل إيصال المساعدات والتخفيف من معاناة السكان.
كما وجه مناشدة مباشرة إلى الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، لفتح معبر إنساني مع السويداء، مشددًا على الطابع الإنساني العاجل لهذه المبادرة في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها المحافظة.
من جانبها، أعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إرسال دفعة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي السويداء، في استجابة مباشرة للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وأكد بيان صادر عن الإدارة الذاتية أنها تتابع عن كثب تفاقم الأوضاع، من نقص المواد الأساسية إلى انقطاع الخدمات العامة، لافتة إلى أن هذه المساعدات تمثل بداية لمبادرات متواصلة ستُنفّذ حسب الإمكانيات وتطور الاحتياجات.
ودعت الإدارة الذاتية المنظمات الإغاثية والجهات الدولية إلى توحيد الجهود الإنسانية، والتدخل العاجل لتقديم الدعم للمدنيين في السويداء، مؤكدة تضامنها الكامل مع أبناء المحافظة، وداعية إلى احترام حرمة الدم السوري والاحتكام للعقل والحوار.
في تطور سياسي لافت، تم الإعلان يوم أمس عن اتفاق مبدئي بين الحكومة السورية ووجهاء من السويداء، يقضي بسحب قوات الجيش من المحافظة، واستبدالها بعناصر أمنية محلية، مع دمج السويداء ضمن مؤسسات الدولة.
لكن الشيخ حكمت الهجري أعلن رفضه القاطع لهذا الاتفاق، معتبرًا أنه لا يلبي مطالب المجتمع المحلي ولا يراعي خصوصية المحافظة.
في السياق ذاته، ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع خطابًا فجر اليوم، أعلن فيه تسليم الملف الأمني في السويداء إلى فصائل محلية ومشايخ العقل، في خطوة تهدف إلى تفادي التصعيد مع إسرائيل، بعد الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مقر هيئة الأركان في دمشق، في محاولة للضغط على الحكومة السورية للانسحاب من الجنوب.
سناك سوري