السبت, 19 يوليو 2025 09:46 PM

السويداء: انتشار أمني غربي وسط استمرار هجمات العشائر وتعهدات بفض الاشتباك

السويداء: انتشار أمني غربي وسط استمرار هجمات العشائر وتعهدات بفض الاشتباك

بدأ جهاز الأمن الداخلي، اليوم السبت 19 من تموز، بالانتشار في الريف الغربي لمحافظة السويداء، وذلك عقب اتفاق لوقف إطلاق النار وتهدئة الاشتباكات. يأتي هذا الانتشار في الوقت الذي تستمر فيه هجمات العشائر، والتي وصلت إلى أحياء مدينة السويداء.

أفاد مصدر مسؤول في محافظة درعا، طلب عدم ذكر اسمه، لـ "عنب بلدي"، بأن قوات الأمن الداخلي والشرطة العسكرية قد بدأت بالفعل بالانتشار في المناطق التي شهدت اشتباكات في الريف الغربي لمحافظة السويداء. وأضاف المصدر أن العشائر استجابت لبيان رئاسة الجمهورية وأعلنت انسحابها من العمل العسكري.

من جهته، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، في تصريح صحفي لـ "الإخبارية"، بأن انتشار قوات الأمن الداخلي في السويداء يأتي بتوجيه رئاسي، وذلك عقب "جهود بطولية للعشائر في تحرير مدنيين من عصابات منفلتة". وأوضح البابا أن الهدف من هذا الانتشار هو تأمين المدنيين الذين تم تحريرهم وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات إلى محافظة السويداء. كما أشار إلى أن هذا الانتشار يمهد لعودة مؤسسات الدولة الشرعية إلى محافظة السويداء، وإنهاء حالة الفلتان الأمني والفوضى.

وأوضح مراسل عنب بلدي أن انتشار الأمن السوري يقتصر حتى الآن على قرى في ريف السويداء الغربي، بما في ذلك المزرعة. وفي الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات بين مقاتلي العشائر وفصائل محلية من السويداء في الأطراف الغربية للمدينة. وبحسب مراسل عنب بلدي، سيطر مقاتلو العشائر على بلدة ولغا، بينما تدور اشتباكات في شهبا. ويضع مقاتلو العشائر شروطًا لوقف الهجوم، من أبرزها تسليم سلاح فصائل السويداء الثقيل، وانتشار الأمن العام في كامل المحافظة، وفقًا لما نُقل عن قياديين عشائريين في المنطقة.

تعهدت الرئاسة السورية بإرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيًا إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك بعد التوترات الأمنية التي شهدتها المنطقة بين فصائل محلية تنتمي إلى الطائفة الدرزية ومسلحين من عشائر البدو في المدينة. وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية السورية، مساء الجمعة 18 من تموز، بأنها سترسل قوات لفض الاشتباكات وحل النزاع، بالتوازي مع إجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى "تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المحافظة في أسرع وقت".

ودعت الرئاسة في بيانها جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب "صوت العقل"، مؤكدة أنها تبذل "جهودًا حثيثة" لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات، وفق وصفها. كما دعت السوريين ممن وصفتهم بـ "أهل الحكمة والمسؤولية" إلى التكاتف من أجل تجاوز هذه المحنة، ونبذ دعوات التصعيد، والعمل معًا لحماية النسيج الاجتماعي. وبحسب الرئاسة، فإن موقفها ينطلق من مبدأ الحرص على السلم الأهلي، لا منطق الانتقام، مشددة على أنها لا تقابل الفوضى بالفوضى، بل تحمي القانون بالقانون، وترد على التعدي بالعدالة، لا بالثأر.

وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، قد أعلن عن اتفاق دولي لوقف إطلاق النار في السويداء جنوبي سوريا، بعد أيام من العنف والانتهاكات المتبادلة. وقال براك عبر تغريدة في "إكس"، فجر اليوم السبت 19 من تموز، إن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتفقا على وقف إطلاق النار في السويداء. وأضاف أن الاتفاق جاء بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وتبنته تركيا والأردن وجيرانهما. ودعا براك المكونات السورية من الدروز والبدو السنة إلى إلقاء أسلحتهم، والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة، في سلام وازدهار مع جيرانها، بحسب توصيفه.

بدورها، قالت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، التي يقودها حكمت الهجري، أحد أبرز القادة الرافضين لدخول الحكومة إلى السويداء، إنها تمد يدها لـ "التعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات الحالية ووقف إطلاق النار، والاحتكام لصوت العقل". ورصدت عنب بلدي وصول عناصر من قوات الأمن السوري إلى مناطق الاشتباك على تخوم محافظة السويداء، لكن التعبئة العشائرية لم تتوقف رغم دعوات الرئاسة السورية.

مشاركة المقال: