الإثنين, 21 يوليو 2025 08:49 PM

نقد لاذع: هل تعيق الكفاءة النظرية التنمية في سوريا؟

نقد لاذع: هل تعيق الكفاءة النظرية التنمية في سوريا؟

يؤكد علي عبود أن اختيار الكفاءات يمثل أولوية قصوى للدول التي تسعى إلى استثمار إمكاناتها لتحقيق تنمية مستدامة، بعيداً عن المساعدات والقروض الخارجية التي قد تؤثر على سيادتها ودورها الإقليمي. غالباً ما يتحدث المسؤولون عن خططهم لاستثمار الكوادر والخبرات الوطنية، ويستعينون بباحثين "منظرين" لتقديم مقترحات أو رؤى "نظرية" تهدف إلى دمج الخبرات في عملية التنمية والنهوض بالمجتمعات.

بينما قدم "منظرون" في دول متقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين وروسيا استراتيجيات متكاملة وبعيدة المدى، يرى الكاتب أن "المنظرين" في البلدان النامية، وخاصة في الدول العربية، قد أخفقوا في مهمتهم، واقتصر عملهم في أحسن الأحوال على إطلاق عناوين براقة أو تكرار لتجارب الآخرين دون وضع خطط أو استراتيجيات قابلة للتنفيذ تعتمد على الإمكانيات والثروات الذاتية.

ينتقد الكاتب بعض المقترحات "النظرية"، مثل إجراء مسح شامل للمؤسسات والإدارات بهدف تطوير الإدارة والإنتاجية، معتبراً هذا المقترح عجيباً وغريباً. ويتساءل: هل توجد دولة لم تقم بمسح لمؤسساتها وإداراتها منذ تأسيسها؟ ويشير إلى أن الحديث عن العمالة الفائضة هو حديث نظري، فالحاجة إلى العمالة تختلف حسب حجم العمل، وأن دور إدارة الشركات يجب أن يركز على استقطاب الكوادر وتدريبها وإنتاج سلع قابلة للتصريف والتصدير.

ويعتبر الكاتب أن الحديث عن الفساد أصبح معزوفة، مؤكداً أن الأهم هو مكافحة الفساد الصغير الذي يرتكبه العاملون بسبب تدني الأجور. وينتقد اقتراح بعض "المنظرين" استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم عمل المؤسسات الحكومية، حتى لو لم يفهموا آلية عمله.

كما ينتقد الكاتب اقتراح "المنظرين الجدد" بعرض المؤسسات الحكومية غير المجدية على القطاع الخاص ليستثمرها، معتبراً أن هذا المقترح قديم وأثبت فشله في الدول العربية التي تبنته. ويرى أن دمج المؤسسات كان كارثياً على الاقتصادات التي تبنته، وأن تكرار هذا المقترح لا يمثل حلاً سحرياً.

ويستغرب الكاتب من اقتراح تطبيق مبدأ "النافذة الواحدة"، معتبراً أن هذا يدل على جهل المنظّر بالواقع، حيث أن النافذة الواحدة مطبقة منذ سنوات. كما يرى أن اقتراح دعم الصناعات الغذائية ليس بجديد، فالدول النامية تجيد تصدير منتجاتها الغذائية.

ويختتم الكاتب بالقول أن الحكومات لا تحتاج إلى "منظرين" يكررون مقترحات منشورة، بل إلى خبراء وأكاديميين يمتلكون المهارات العملية لمعالجة الأزمات ووضع خطط تفصيلية للنهوض بالبلاد.

مشاركة المقال: