الإثنين, 21 يوليو 2025 04:13 PM

الحسكة: مؤتمر يبحث آليات التعامل مع الماضي وبناء السلام في سوريا

الحسكة: مؤتمر يبحث آليات التعامل مع الماضي وبناء السلام في سوريا

الحسكة – نورث برس – بالتعاون مع وزارة الخارجية السويسرية، نظمت منظمة محلية في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، مؤتمراً يوم الأحد تحت عنوان "التعامل مع الماضي نحو آلية سورية لبناء السلام".

أوضح بلند ملا حسين، المدير التنفيذي لمنظمة "التعاون الإنساني والتنموي"، أن المؤتمر يأتي في إطار دعم المبادرات المجتمعية المعنية بمسار العدالة الانتقالية في سوريا، مؤكداً على أهمية مشاركة المجتمعات المحلية في صياغة هذه المسارات.

وأضاف ملا حسين أن التعامل مع تاريخ طويل من الانتهاكات يتطلب آليات تكمل الأطر الرسمية، مثل هيئة العدالة الانتقالية والهيئة الوطنية للمفقودين، بالإضافة إلى الجهود الدولية المعنية بملف المفقودين والضحايا. وأشار إلى وجود قضايا محلية عديدة تحتاج إلى معالجة في هذا السياق، في ظل غياب آليات حكومية فعالة للعدالة الانتقالية، حيث صُممت هذه المسارات لتكون وطنية فحسب، وتشمل المحاكم الرسمية والآليات القضائية.

ويرى ملا حسين أن التعامل مع الماضي يمكن أن يطرح آليات متكاملة ومختلفة، ولن يتعارض ذلك مع العدالة الانتقالية بل سيكون مكملاً لها.

من جانبه، ذكر الباحث في القانون الدولي، خالد جبر، أن مسار العدالة الانتقالية في سوريا لا يزال غائباً على الرغم من مرور أكثر من عقد على بدء النزاع وتراكم الانتهاكات بحق المدنيين. وأرجع جبر ذلك إلى غياب الإرادة السياسية ورفض السلطات فتح ملفات المحاسبة، مما يعرقل أي تقدم نحو معالجة الماضي ويبقي الجناة بعيدين عن المساءلة القانونية.

وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة في الساحل السوري وما يجري حالياً في السويداء يؤكد استمرار نمط الإفلات من العقاب، في ظل تجاهل حكومي لتفعيل آليات المحاسبة. وشدد على ضرورة تفعيل آلية محاسبة جدية وفعالة، تخضع لمعايير الشفافية والنزاهة، وبإشراف دولي، لضمان حقوق الضحايا ومنع تكرار الجرائم، مؤكداً أن العدالة الانتقالية لا يمكن أن تتحقق دون وضع حد لحالة الإفلات من العقاب والاعتراف بحق السوريين في العدالة والإنصاف.

وفي السياق ذاته، قالت شيماء خلف، عضوة المجلس المركزي لحزب الوطن السوري، إن المؤتمر جاء في توقيت حساس، في ظل استمرار الانتهاكات وتراكم آثار النظام السوري السابق. وأكدت أن التعامل مع الماضي ضرورة ملحة للخروج من الدوامة التي تعيق تعافي المجتمع السوري، وأن تحقيق العدالة لا يتم إلا من خلال آليات واضحة للعدالة الانتقالية، تقوم على التوعية المجتمعية والضغط الدولي.

إعداد: سامر ياسين – تحرير: عبدالسلام خوجة

مشاركة المقال: