الثلاثاء, 22 يوليو 2025 08:06 AM

نحو مستقبل سوري موحد: تجاوز الانقسامات وتعزيز العيش المشترك

نحو مستقبل سوري موحد: تجاوز الانقسامات وتعزيز العيش المشترك

يعيش المواطن السوري ظروفاً صعبة نتيجة لتداعيات الحرب وتأثيراتها السلبية على المجتمع والحياة الاجتماعية، والتي غذتها الفتن الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التغيرات في التربية والمفاهيم الجديدة في تغيير النسيج الاجتماعي والاقتصادي.

د. حسن: التعايش السلمي واحترام التنوع ضرورة حتمية ينبغي تحويلها إلى قوة دافعة لتعزيز الأمن وتسوية النزاعات بالطرق السلمية وإرساء السلام دون الإقصاء والإلغاء

التسامح درة القيم

ترى د. سبلاء حسن، الخبيرة في أصول التربية بجامعة دمشق، أنه على الرغم من اختلافاتنا، نتشارك في الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها الترابط الإنساني. فالسلم الأهلي والعيش المشترك هما استجابة لهذه الحاجة.

التعايش السلمي واحترام التنوع ضرورة لتحقيق الأمن وتسوية النزاعات وإرساء السلام. البديل هو العنف والصراع. لذا، يجب أن نسعى للتسامح والعيش المشترك، ورفض العنف وتعزيز ثقافة الحوار واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون. فالتسامح هو أساس العيش السلمي.

تؤكد د. حسن أن التسامح يتعزز بالمعرفة والانفتاح والاتصال، وهو واجب أخلاقي يؤدي إلى إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب. ويكفي أن يعبس الرأي العام في وجه العنف حتى يفقد كل قوته (ليف تولستوي).

إرادة حرة

الوطن هو الإنسان قبل كل شيء، وجزء من إنسانيته. لذا، لا بد من إرادة حرة مشتركة ورغبة في العيش المشترك نابعة من الذات، والتفاهم وصهر الانتماءات الفرعية في بوتقة واحدة، يكون الولاء الأول فيها للوطن، وليس للقبيلة أو العشيرة أو الطائفة. وهذا يعزز الوحدة الوطنية.

مقتضيات السلم الأهلي تتطلب نبذ الكراهية وخلق وعي بأهمية السلم الأهلي والتعايش المشترك، والتمسك بثوابت الوطن وقيمه، وانتهاج المواطنة الصالحة التي تهدف إلى تغليب الصالح العام على الخاص.

تتجلى المواطنة في المشاركة المتكافئة والفاعلة والمسؤولة في المجتمع، في ظل علاقة تبادلية تحقق الأمن والسلامة والرقي والازدهار للوطن والمواطن، عن طريق سيادة القانون.

نعلو على الانقسام ولا نعلو به

الوطن يتسع للجميع، ولا يجوز إلغاء الآخر، بل الاعتراف به. فاختلافنا وتعددنا أمر واقع، ووسيلة للتعارف. وإبراز قيم العيش المشترك أولوية في التعايش والسلم الاجتماعي.

تؤكد د. حسن أنه لا سبيل إلا العيش بسلام مع الآخرين، وحفظ الاستقرار والأمان والسلم المجتمعي، مع وجود اختلافات في الدين أو المعتقد أو الرأي أو الثقافة، ورفض كُل أشكال الاقتتال أو الدعوة إليه أو التحريض عليه أو تبريره.

الوحدة الوطنية في خريطة الفكر الإنساني

الوحدة الوطنية هي المفردة الأسمى لوجود الإنسان ضمن دائرة الإنسانية الواحدة، القادرة على البناء الإنساني المتضامن. لذا، لا بد من ترسيخ القيم الوطنية ومراجعة الأدوار الوطنية في تعزيز لغة الحوار والتواصل كوسيلة لتحقيق التفاهم والسلم الأهلي.

خطاب الكراهية والتعصب والانتقام يسهم في اندلاع الصراعات وتصاعدها، ويؤدي إلى حرب أهلية. وبالتالي، علينا تحصين أنفسنا ضد الكراهية والتحلي بالتسامح وتعزيز الأخوة الإنسانية.

التعايش السلمي من أهم الركائز التي تساهم في بناء مجتمع متنوع الثقافات والأديان، قوي ومتماسك. لذلك، يجب ربط السلم الأهلي بمفهوم التعايش السلمي، وإنجاز برنامج وطني يعزز الحوار وقبول الرأي الآخر، وينبذ العنف ولغة السلاح والكراهية والتحريض.

وعد سلام

السلم الأهلي هو أساس الديمقراطية التي تحترم التعايش السلمي بين الأفراد، وتعمل على إنجاز المصالحة الوطنية والمجتمعية، وتحقيق العدالة المستدامة للجميع، وبوابة الاستقرار والأمن والتوافق السياسي وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.

تؤكد د. حسن أن تعزيز التعايش المشترك هو "وعد سلام" لأجل أنفسنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا، وإن قدرتنا على العيش معاً بسلام وتفاهم هي عملية بناء تراكمية تتحقق بالممارسة، وهي من أهم واجبات الدولة، وضمن أدوارنا الوطنية، بما يرسخ قيم التسامح والمساواة والتماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: