الثلاثاء, 22 يوليو 2025 02:04 AM

إهمال يطال حي حلكو في القامشلي: سكان يشتكون من بنية تحتية متهالكة ووعود كاذبة

إهمال يطال حي حلكو في القامشلي: سكان يشتكون من بنية تحتية متهالكة ووعود كاذبة

يشكو سكان حي حلكو، وهو حي سكني كبير في مدينة القامشلي، من تدهور كبير في البنية التحتية، خاصة الطرقات الفرعية التي لم تشهد أي أعمال صيانة أو إعادة تأهيل حتى الآن. على الرغم من المطالبات المتكررة على مر السنين، إلا أن الوضع يزداد سوءًا مع بداية كل فصل شتاء، مما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للسكان.

تحول الطرقات الترابية إلى مستنقعات: مع كل هطول للأمطار، تتحول الطرقات الترابية إلى برك من الطين والمياه، مما يجعل الحركة صعبة للغاية، سواء سيرًا على الأقدام أو بالسيارة. يزيد هذا الوضع من معاناة الأطفال الذين يضطرون إلى عبور هذه الطرق للوصول إلى مدارسهم، بالإضافة إلى صعوبة وصول العاملين إلى أماكن عملهم.

أبو سلمان، وهو أحد سكان الحي يبلغ من العمر 40 عامًا، صرح لمنصة “سوريا 24”: “نعاني كل شتاء بسبب عدم وجود طرق معبدة. كل ما نطلبه هو طرق صالحة للاستخدام حتى يتمكن أطفالنا من الذهاب إلى المدرسة بأمان. لقد قدمنا ​​عدة شكاوى، لكن لم نتلق أي رد حقيقي من السلطات المعنية.”

مطالبات عديدة واستجابة غائبة

على الرغم من الشكاوى المتكررة والمراجعات الرسمية التي قدمها السكان إلى البلدية، إلا أن الردود كانت مجرد وعود لم يتم الوفاء بها وزيارات ميدانية لم تسفر عن أي إجراءات عملية. وقد ترك هذا انطباعًا عامًا لدى السكان بأن الحي مهمش وليس له الأولوية في الخطط الخدمية.

يؤكد جاسم الرحال، البالغ من العمر 45 عامًا، هذا الشعور قائلاً: “في حين أن معظم أحياء القامشلي قد بدأت مشاريع رصف واسعة النطاق، إلا أن حي حلكو ظل خارج هذه المشاريع بشكل غريب، على الرغم من أنه من بين الأحياء الأكثر احتياجًا إلى الرصف. بعض الشوارع في المدينة أعيد تأهيلها على الرغم من أنها في حالة جيدة، لكننا ما زلنا نعاني من عدم وجود بنية تحتية على الإطلاق.”

يشير السكان بوضوح إلى وجود تفاوت في توزيع الخدمات بين الأحياء، حيث يتم تنفيذ مشاريع الرصف في المناطق التي لا تعاني من مشاكل حقيقية، بينما تُترك مناطق أخرى مثل حي حلكو دون أي تدخل. ويؤكد السكان أن الحي ليس صغيرًا أو بعيدًا، بل هو منطقة حيوية تستحق الاهتمام الفوري.

معاناة مستمرة صيفًا وشتاءً

المشكلة لا تقتصر على فصل الشتاء، بل تمتد إلى فصل الصيف، حيث تنتشر الحفر الكبيرة والغبار الكثيف، مما يسبب مشاكل صحية وبيئية للسكان ويؤثر سلبًا على نوعية الحياة في الحي. هذا الوضع المتردي جعل التنقل اليومي تحديًا في حد ذاته.

يضيف أبو سلمان: “لقد أصبحت هذه المعاناة جزءًا من روتيننا اليومي. نحن نعيش بين برك الشتاء وغبار الصيف، دون أي تدخل حقيقي من السلطات المختصة. نطالب بإدراج حي حلكو في مشاريع الرصف العاجلة، لا أكثر.”

مع اقتراب فصل الشتاء، يعرب السكان عن قلقهم من تكرار السيناريو السنوي المعتاد، حيث تغمر الأمطار الطرقات وتحاصر السكان، مما يدفعهم إلى تجديد مطالبهم بالتحرك الفوري وإطلاق مشاريع الرصف قبل فوات الأوان.

تعبر سارة، وهي طالبة في المرحلة الثانوية تبلغ من العمر 17 عامًا، عن هذا القلق قائلة: “نجد صعوبة بالغة في الوصول إلى المدرسة خلال فصل الشتاء. الطريق من بداية الحي إلى نهايته يتحول إلى طين، وأحيانًا نضطر إلى العودة دون دخول الفصول. نأمل أن تأخذ السلطات المسؤولة مطالبنا على محمل الجد.”

نداء موجه إلى البلدية والإدارة الذاتية: في الختام، يناشد سكان حي حلكو البلدية والإدارة الذاتية بالاهتمام بظروفهم المعيشية الصعبة والعمل الجاد على إطلاق مشروع رصف متكامل للطرق الفرعية في الحي، لإنهاء سنوات طويلة من الإهمال والتهميش. السكان لا يطالبون بمشاريع كبرى أو خدمات فاخرة، بل بحق أساسي من حقوقهم المدنية: بنية تحتية تسمح لهم ولأطفالهم بالتنقل بكرامة وأمان، صيفًا وشتاءً.

مشاركة المقال: