في خطوة تعكس روح المسؤولية الجماعية، أطلق أهالي قرية حيالين مبادرة شعبية لتحسين الخدمات المحلية، وذلك بتركيب 30 لمبة تعمل بالطاقة الشمسية على الطرقات والمفارق الرئيسية في القرية، بالتعاون مع شركة الكهرباء.
يأتي هذا المشروع، الذي تم تمويله ذاتياً من قبل السكان، استجابة لاحتياجات المجتمع المحلي، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة ساعات الظلام.
أكد حسين الجمعه، أحد أبناء القرية في حديث لمنصة سوريا 24، أن المبادرة نبعت من رغبة الأهالي في تحسين ظروف حياتهم اليومية، موضحاً أن "كل مواطن ساهم حسب قدرته، من دون انتظار دعم خارجي". وأضاف: "تأتي هذه المبادرة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تزداد حاجة السكان، وخاصة كبار السن والأطفال، لإنارة الطرقات أثناء تنقلهم في ساعات الظلام".
وأشار الجمعه إلى أن المشروع لا يقتصر على البعد الخدمي فحسب، بل يُعدّ أيضاً رسالة تضامن وتماسك اجتماعي، مشيراً إلى أن "هذه الخطوة تأتي استكمالاً لمبادرات سابقة، وتشكل حافزاً للاستمرار في تبنّي أنشطة خدمية مستقبلية".
من جانبه، قال باسل طلال، مختار قرية حيالين، في حديث لمنصة سوريا 24: "إن مشروع إنارة الشوارع يأتي ضمن سلسلة من المبادرات المجتمعية التي نقوم بها، وقد تم تنفيذ هذا النشاط بدعم كامل من أهالي القرية، كلٌ حسب قدرته وإمكانياته".
وشدّد طلال على أن الهدف الأساسي من المشروع هو "خدمة أهلنا"، مضيفاً: "نحن كمجتمع محلي نؤمن بأهمية المشاركة الفعّالة، وسنستمر بإذن الله في تبني أي نشاط خدمي يخدم أهلنا وبلدنا، ولو بجزء بسيط، وبما يتناسب مع قدراتنا وإمكاناتنا".
باستخدام تقنية الطاقة الشمسية، يضمن المشروع استدامة الإنارة دون عبء إضافي على شبكة الكهرباء أو ميزانيات الأسر، ما يجعله نموذجاً ناجعاً للمشاريع الصغيرة ذات الأثر الكبير.
وتأمل لجنة المبادرة أن تُلهم هذه الخطوة مجتمعات أخرى في المناطق المجاورة لتبني مشاريع مشابهة، تعتمد على الموارد المحلية والمشاركة الجماعية، في سياق أوسع يُعلي من قيمة العمل التطوعي كوسيلة لتعزيز الاستقرار المجتمعي وتحسين جودة الحياة، حتى في ظل الظروف الصعبة.