الأربعاء, 23 يوليو 2025 06:43 PM

«قسد» ترفض تسليم أسلحتها وتؤكد على استعدادها للاندماج بشروط في الجيش السوري

«قسد» ترفض تسليم أسلحتها وتؤكد على استعدادها للاندماج بشروط في الجيش السوري

نفى متحدث عسكري رسمي في «قوات سوريا الديمقراطية» صحة التقارير التي تحدثت عن تحديد سقف زمني أميركي لاندماج «قسد» في الجيش السوري. وأكد أبجر داود، المتحدث الرسمي باسم القوات، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، رفضهم تسليم أسلحتهم في ظل تصاعد العنف في جنوب سوريا وتزايد تهديدات تنظيم «داعش».

ورداً على الأنباء المتعلقة بتحديد مهلة 30 يوماً لدمج قوات «قسد» في هياكل وزارة الدفاع السورية، أوضح داود أنه «في ظل التوترات المستمرة في سوريا وارتفاع وتيرة العنف وتهديدات تنظيم (داعش)، من المستحيل أن تسلم قوات (قسد) أسلحتها».

وشدد المتحدث الرسمي على أن القيادة العامة لـ«قسد»، المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي في حربها ضد تنظيم «داعش»، أبدت منذ البداية استعدادها للاندماج في مؤسسات الدولة الجديدة، مضيفاً: «يمكننا الانضمام إلى الجيش السوري عبر اتفاق دستوري قانوني يعترف بخصوصية قواتنا»، على أن يتم دمج كتلة عسكرية موحدة في مناطق سيطرتها ضمن الجيش السوري.

وأشار داود إلى أن اللقاء الأخير الذي جمعه مظلوم عبدي بالسفير الأميركي توماس براك «كان إيجابياً»، وأنه من المقرر عقد لقاءات مستقبلية مع الحكومة السورية لمتابعة المحادثات ومناقشة القضايا الخلافية والنقاط العالقة.

ويعتبر هذا اللقاء هو الاجتماع الثاني رفيع المستوى بين المبعوث الأميركي ومظلوم عبدي خلال شهر، حيث عُقد الاجتماع الأول في قصر تشرين بالعاصمة السورية دمشق في 9 من الشهر الحالي، بحضور وزراء الحكومة، بينهم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ورئيس المخابرات العامة، إضافة إلى المبعوث الفرنسي لسوريا جان فرنسوا جيوم وقيادات عسكرية من التحالف الدولي.

وأوضح أبجر داود أن قوات «قسد» لديها تنسيق عملياتي على الأرض مع الحكومة السورية على أعلى المستويات منذ سقوط النظام السابق، وأنها لم تدخل في أي صدام عسكري مع أي جهة عسكرية خلال الأشهر الماضية، مؤكداً: «لسنا مع الحرب مع أي جهة أو ضد أي طرف عسكري، لكن سندافع عن شعبنا في كل مكان نتواجد فيه».

وذكرت مصادر محلية من محافظتي الرقة والحسكة أن قوات «قسد» استعرضت حشوداً عسكرية بأسلحة ثقيلة هذا الأسبوع في مدن الرقة والحسكة والقامشلي الخاضعة لنفوذها، وقامت بتسيير دوريات مكثفة ونشر آليات ثقيلة ونقاط تفتيش جديدة، كما عززت تواجدها في الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مداخل هذه المدن وريفها، وسط ترقب وقلق من احتمال توسع المواجهات العسكرية في المنطقة، بعد مشاركة لافتة من قوات العشائر العربية لصالح بدو السويداء.

وتسيطر قوات «قسد» على كامل محافظة الحسكة (شمال شرق) ومركز مدينة الرقة ومدينة الطبقة (شمالاً)، وريف دير الزور الشمالي والشرقي، إضافة إلى مدينة عين العرب أو (كوباني) بحسب تسميتها الكردية الواقعة بريف حلب الشرقي، كما وسَّعت نطاق سيطرتها بعد سقوط النظام السابق نهاية العام الفائت، لتبسط السيطرة على بلدتي دير حافر ومسكنة الواقعتين بريف حلب الشرقي، وبلدة المنصورة بريف الرقة ومزارع وقرى تقع في الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وتقدر إجمالي هذه المساحة بنحو ثلث الأراضي السورية.

يذكر أن مظلوم عبدي، القائد العام لـ«قسد»، صرح في تصريحات إعلامية لصحيفة ألمانية منتصف الشهر الحالي، بأن قواته لا تحتاج إلى إلقاء السلاح في حال تطبيق الاتفاق المبرم مع الرئيس الشرع، الذي وقَّعه الجانبان في 10 من مارس (آذار) الماضي، وأكد التزامهم ببنود الاتفاق كاملاً، وقال: «نرى أن تنفيذ بنود الاتفاق سيجعل من (قسد) جزءاً من الجيش السوري؛ ولذا فلا حاجة إلى نزع سلاحها الآن أو مستقبلاً؛ لأن مسؤولية حماية شمال شرقي سوريا ستكون حينئذ منوطة بالجيش السوري».

مشاركة المقال: