نفى متحدث عسكري رسمي في «قوات سوريا الديمقراطية» صحة الأنباء حول تحديد سقف زمني لاندماج «قسد» في الجيش السوري. وأكد أبجر داود، المتحدث الرسمي للقوات، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، رفضهم تسليم أسلحتهم في ظل تصاعد العنف في جنوب سوريا وتهديدات تنظيم «داعش».
ورداً على الأنباء المتعلقة بتحديد فترة 30 يوماً لدمج قوات «قسد» في هياكل وزارة الدفاع السورية، أوضح أبجر داود أنه «في ظل التوترات المستمرة في سوريا وارتفاع وتيرة العنف وتهديدات تنظيم (داعش)، من المستحيل أن تسلم قوات (قسد) أسلحتها». وأكد أن القيادة العامة لـ«قسد»، المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، أبدت منذ البداية استعدادها للاندماج في مؤسسات الدولة الجديدة، مشيراً إلى إمكانية الانضمام إلى الجيش السوري عبر اتفاق دستوري قانوني يعترف بخصوصية قواتهم، على أن تدمج كتلة عسكرية موحدة في مناطق سيطرتها ضمن الجيش السوري.
وأشار داود إلى أن اللقاء الأخير بين مظلوم عبدي والسفير الأميركي توماس براك «كان إيجابياً»، مع توقع عقد لقاءات مستقبلية مع الحكومة السورية لمتابعة المحادثات ومناقشة القضايا الخلافية. ويعد هذا اللقاء الثاني من نوعه بين المبعوث الأميركي ومظلوم عبدي خلال شهر، حيث عُقد الاجتماع الأول في قصر تشرين بدمشق في 9 من الشهر الحالي، بحضور وزراء الحكومة، بينهم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ورئيس المخابرات العامة، إضافة إلى المبعوث الفرنسي لسوريا جان فرنسوا جيوم وقيادات عسكرية من التحالف الدولي.
وأوضح أبجر داود أن قوات «قسد» لديها تنسيق عملياتي مع الحكومة السورية على أعلى المستويات منذ سقوط النظام السابق، مؤكداً عدم دخولها في أي صدام عسكري مع أي جهة خلال الأشهر الماضية. وأضاف: «لسنا مع الحرب مع أي جهة أو ضد أي طرف عسكري، لكن سندافع عن شعبنا في كل مكان نتواجد فيه».
ونقلت مصادر محلية من محافظتي الرقة والحسكة أن قوات «قسد» استعرضت حشوداً عسكرية بأسلحة ثقيلة هذا الأسبوع في مدن الرقة والحسكة والقامشلي، ونشرت دوريات مكثفة وآليات ثقيلة ونقاط تفتيش جديدة، وعززت تواجدها في الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مداخل هذه المدن وريفها، وسط ترقب وقلق من احتمال توسع المواجهات العسكرية في المنطقة، بعد مشاركة لافتة من قوات العشائر العربية لصالح بدو السويداء.
وتسيطر قوات «قسد» على كامل محافظة الحسكة ومركز مدينة الرقة ومدينة الطبقة وريف دير الزور الشمالي والشرقي، إضافة إلى مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، كما وسعت نطاق سيطرتها بعد سقوط النظام السابق لتشمل بلدتي دير حافر ومسكنة بريف حلب الشرقي، وبلدة المنصورة بريف الرقة ومزارع وقرى في الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وتقدر إجمالي هذه المساحة بنحو ثلث الأراضي السورية.
يذكر أن مظلوم عبدي، القائد العام لـ«قسد»، صرح لصحيفة ألمانية بأن قواته لا تحتاج إلى إلقاء السلاح في حال تطبيق الاتفاق المبرم مع الرئيس الشرع، والذي وقعه الجانبان في 10 من مارس الماضي، مؤكداً التزامهم ببنود الاتفاق كاملاً، وأن تنفيذ بنود الاتفاق سيجعل من «قسد» جزءاً من الجيش السوري، وبالتالي لا حاجة لنزع سلاحها.
كمال شيخو - الشرق الأوسط