الخميس, 24 يوليو 2025 01:52 AM

جريمة السويداء تثير تساؤلات حول الهوية السورية: "إيش يعني سوري؟"

جريمة السويداء تثير تساؤلات حول الهوية السورية: "إيش يعني سوري؟"

أثار مقطع مصوّر يوثّق جريمة قتل مروّعة في “السويداء” صدمة واستياء واسعين في أوساط السوريين. يُظهر المقطع الضحية وهو يجيب قاتله، الذي يسأله عن طائفته، بكلمة "أنا سوري"، ليردّ القاتل بسؤالٍ صادم: "إيش يعني سوري؟".

سناك سوري _ محمد العمر

بالنسبة للقاتل، لا تمثل الهوية "السورية" أي قيمة. فهو لا يعترف بها، بل يسعى لتصنيف الناس وقتلهم بناءً على انتمائهم الطائفي. الضحية، الذي أفصح في النهاية عن كونه درزياً، لقي حتفه برصاص غادر ومباشر من القتلة.

المشاهد المروّعة التي وردت من "السويداء" وثّقت العديد من جرائم القتل خارج نطاق القانون، حيث يظهر القتلة بوجوه مكشوفة، يتباهون بارتكاب جرائمهم وهم يطلقون صيحات التكبير، وكأنهم في "غزوة" ضد عدو خارجي كافر. لا يعنيهم أن الضحية "سوري" يشاركهم "الوطن"، لمجرد أنه ينتمي إلى طائفة أخرى ويحمل قناعات وعقائد مختلفة عنهم، فيستبيحون قتله بدم بارد.

إن سؤال القاتل "إيش يعني سوري؟" هو سؤال بديهي في واقع ما زلنا نختلف فيه حول مفهوم الهوية في بلدٍ انتُزعت منها هويتها وضاعت بين العقائد والمعتقدات، حيث أصبح تصنيف الأفراد يعتمد على طريقة صلاتهم وشكل مخاطبتهم للسماء. فالطائفة أصبحت الهوية الأولى التي تحدد مصير الشخص، وعلى أساسها يقرر السائل ما إذا كان سيطلق رصاصته أم لا.

في مقطع مصوّر آخر، يقول رجل لقاتله إنه خرج لشراء الخبز، فيُقتل على الفور بطلقة مباشرة وهو يضحك، معتبراً أنه "يجاهد" ولن يرحم "الكفار". حتى أن زميله يعاتبه بعد الجريمة لأنه لم يترك لضحيته فرصة لإكمال جملته الأخيرة.

مقالات ذات صلة

  • الإثنين, 21 يوليو 2025, 5:37 م
  • الإثنين, 21 يوليو 2025, 5:24 م

من بين الفظائع التي ارتُكبت أيضاً، مقطع شهير يوثّق عملية إعدام بطريقة بشعة، حيث يُجبر الضحايا على إلقاء أنفسهم من الطابق الرابع بينما يطلق عليهم القتلة النار أثناء سقوطهم.

هذه المشاهد تحدث في "سوريا"، البلد الذي يتباهى بتاريخه الحضاري العريق الذي يمتد إلى 12 ألف عام، وأن أبناءه كتبوا الأبجدية الأولى في العالم. هذا البلد يواجه اليوم سؤالاً وجودياً من قاتل جاهل مجرم: "إيش يعني سوري؟".

الوسوم

مشاركة المقال: