السبت, 26 يوليو 2025 04:10 AM

ندوة في دمشق تسلط الضوء على دور الإعلام في صون التراث السوري

ندوة في دمشق تسلط الضوء على دور الإعلام في صون التراث السوري

دمشق – سانا: استضافت القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق ندوةً هامةً تمحورت حول دور الإعلام في الحفاظ على التراث السوري العريق. وقد شهدت الندوة حضوراً لافتاً من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي، حيث ناقشوا الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام كجسر يربط الأجيال بالتراث السوري الثمين ويحميه من الاندثار.

معرض للحرف المهددة بالزوال

ترافق مع الندوة، التي نظمتها النافذة الثقافية في ضاحية قدسيا، معرضٌ للصناعات اليدوية والحرف التراثية. شارك في المعرض نخبة من الحرفيين وشيوخ الكار الذين عرضوا نماذج من أعمالهم، والتي يمثل بعضها حرفاً مهددة بالاندثار.

تجربة مخيم الزعتري في الحرف التراثية

أشار مدير ثقافة ريف دمشق الدكتور محمد أرحابي في كلمته إلى المسؤولية الجماعية في الحفاظ على الهوية والإرث السوري في وجه التحديات. كما لفت إلى تجربة مخيم الزعتري في الأردن، الذي استضاف نحو 600 ألف مهجر سوري، حيث شهد المخيم تأسيس شارع للحرف عام 2012، والذي سرعان ما تطور ليشمل 200 حرفة خلال ستة أشهر فقط، وحظي بإقبال كبير من الأردنيين.

بدوره، أكد رئيس الشؤون الدولية بوزارة الثقافة زياد ميمان على أهمية دور كل فرد في المجتمع في تسليط الضوء على الحرف التراثية عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بهدف نشرها ونقلها إلى الأجيال القادمة.

الإعلام والحفاظ على التراث

خلال الندوة، استعرضت الدكتورة أمل دكاك من قسم التراث الشعبي في علم الاجتماع بجامعة دمشق دور الإعلام في حياة المجتمعات وفي نقل التراث المادي واللامادي، وتعزيز دوره كذاكرة للأمة عبر تاريخها الحضاري. وأكدت أن التطور التكنولوجي منح وسائل الإعلام فرصة لتوثيق التراث الشعبي والحفاظ على أصالته من خلال الأفلام الوثائقية والبرامج الثقافية والترفيهية والأغنية الشعبية والتراثية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي.

ودعت دكاك إلى تكليف الصحفيين المختصين بالتراث بإنجاز المواد الإعلامية والفنية الخاصة بالإرث الحضاري السوري، محذرةً من أن إسناد هذه المهمة إلى غير المختصين قد يؤدي إلى تشويه التراث، كما حدث في بعض الأعمال الدرامية. وأشارت إلى ضرورة تضافر الجهود بين وزارات الثقافة والسياحة والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي مع وزارة الإعلام لوضع خطة سنوية متكاملة للحفاظ على التراث.

التراث الشعبي في سوريا وتضرره بقصف النظام البائد

تحدث رئيس الجمعية الحرفية فؤاد عربش عن الحرف التي كانت تميز الأحياء الشعبية بدمشق، مثل الموزاييك والبروكار والصدفيات والنقش على الخشب وصناعة النسيج. وأشار إلى أن حي الشاغور كان يضم حوالي 15 فرناً زجاجياً تعتمد على نفخ الزجاج، لافتاً إلى أن معظم هذه الحرف اندثرت اليوم. وأوضح أن قصف النظام البائد للمدن والقرى تسبب بتدمير الورشات وإغلاق المحلات وخسارة أكثر من 70 إلى 80 بالمئة من الحرف التراثية.

كما عرض عربش جهود الجمعية الحرفية في حفظ التراث، ومنها مؤسسة حلم للتدريب والتعليم، التي تهدف إلى نقل هذه المهن إلى جيل الشباب، بالإضافة إلى السعي لربط التراث السوري بالتراث العالمي عبر اليونيسكو. ودعا وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على تاريخ الحرف التراثية والتعريف بآلياتها وأدواتها.

آراء الحرفيين

استعرض عدد من الحرفيين المشاركين في الندوة واقع حالهم في ظل النظام البائد، وتجاهل هذا القطاع وإهماله. وأشار بعضهم إلى صعوبات التسويق وأهمية تعزيز المعاهد المتخصصة بتعليم الحرف القديمة.

مشاركة المقال: