السبت, 26 يوليو 2025 04:10 AM

الرقة: تقلبات الأسعار ترهق السكان.. من المسؤول عن ضبط السوق وغياب الرقابة؟

الرقة: تقلبات الأسعار ترهق السكان.. من المسؤول عن ضبط السوق وغياب الرقابة؟

لم تعد أسواق الرقة تشهد حركة البيع والشراء المعهودة، حيث باتت التقلبات السعرية هي السمة الغالبة، مما يرهق الأهالي الذين يتابعون تغيرات الأسعار بقلق بالغ. يتساءل السكان باستمرار عن الجهة المسؤولة عن ضبط السوق وعن سبب غياب الرقابة الفعالة.

تشهد أسعار المواد الأساسية، كالخبز والمحروقات والخضار واللحوم، ارتفاعات متسارعة تؤثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للسكان. تعود هذه الاضطرابات إلى عدة عوامل، منها تقلب سعر صرف الليرة السورية، وصعوبة استيراد البضائع من خارج المحافظة، بالإضافة إلى ضعف آليات الرقابة.

يقول خضر المحمد، بائع خضار في سوق الهال منذ أكثر من عشرين عاماً: "لا أستطيع تبرير ارتفاع سعر البندورة اليوم أو انخفاضه بالأمس للزبائن. السوق متقلب جداً. بالأمس كانت البندورة الشامية بـ 2500 ليرة، واليوم بـ 5000 ليرة. والخيار البلدي بـ 7000 ليرة!". هذا التذبذب يجبر الأهالي على تقليل مشترياتهم.

توضح سعاد الحسين، مدرسة في حي الدرعية، أنها تشتري فقط ما تحتاجه ليومها من دكان الحي، مضيفة: "كل يوم نواجه مفاجأة، إما بارتفاع الأسعار أو بنقص المواد. تكلفة وجبة غداء لعائلة مكونة من 6 أفراد وصلت إلى 73 ألف ليرة!". ورغم محاولات بعض الباعة الحفاظ على هامش ربح معقول، يبقى السؤال: هل سيتمكن السوق من الاستقرار، أم سيظل المواطن قلقاً بشأن الشراء والبيع؟

غياب الرقابة وسيطرة المضاربة

يرى الخبير الاقتصادي عدنان عبد الرزاق أن تقلبات الأسعار في الرقة وسوريا تعود إلى غياب الرقابة التموينية واحتكار بعض التجار للسلع، بالإضافة إلى ارتفاع الرسوم الجمركية على المواد المستوردة. ويضيف: "حتى مع انخفاض سعر الدولار، لا ينعكس ذلك على الأسعار بسبب عدم وجود آلية ملزمة للتسعير وغياب الرقابة على تطبيق التسعيرة الرسمية".

ويشير عبد الرزاق إلى أن الانخفاض الحقيقي للأسعار يتطلب تقليل تكاليف الإنتاج وزيادة المنافسة في السوق، معتبراً الوضع الحالي "انخفاضاً وهمياً ناتجاً عن مضاربات سعر الصرف، وليس عن تحسينات في الاقتصاد الحقيقي".

بين صناديق الخضار والارتباك اليومي

في سوق الهال، يراقب التاجر رضوان الأحمد حركة الزبائن المترددة أمام صناديقه المكدسة بالبضائع. يقول: "لسنا نحن من يرفع الأسعار، بل نحن أول المتضررين. الدولار يرتفع وينخفض فجأة، ونحن نحاول تجنب الخسائر لا تحقيق الأرباح".

ويوضح أن التقلبات المفاجئة في سعر الصرف تضع التجار في موقف صعب: "نشتري البضاعة بسعر مرتفع، ولا يمكننا بيعها بسعر منخفض في اليوم التالي لمجرد انخفاض الدولار. هناك خسائر حقيقية، وأحياناً نضطر إلى تقليل هامش الربح لتجنب الخسارة الكاملة".

ويختم رضوان بالقول: "يعتقد الناس أننا نتحكم بالسوق، ولكن السوق هو من يتحكم بنا. لا توجد جهة تحدد الأسعار أو تراقب تنفيذها، وكل تاجر يسعر حسب ما يراه مناسباً، والنتيجة هي فوضى مستمرة".

مشاركة المقال: