السبت, 26 يوليو 2025 10:05 AM

مخطط إسرائيل لتقسيم سوريا: هل يقود إلى صدام مع تركيا؟

مخطط إسرائيل لتقسيم سوريا: هل يقود إلى صدام مع تركيا؟

كشفت صحيفة "أيدنلك" التركية في مقال للكاتب دوكان أكدنيز عن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تقسيم سوريا، خدمةً لأهداف توسعية في المنطقة، محذرةً من أن هذا المخطط قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مع تركيا.

وبحسب ترجمة "عربي21"، فإن إسرائيل عملت منذ بداية الأزمة السورية على إضعاف القدرات الاستراتيجية للجيش السوري، ثم انتقلت إلى مرحلة جديدة تستهدف إبقاء سوريا في حالة اضطراب دائم، وذلك من خلال استغلال التنوع العرقي والديني لفرض نفوذها.

وأوضح أكدنيز أن التنوع الديني والعرقي في سوريا كان ولا يزال أداةً تستخدمها القوى الغربية لتعميق الانقسامات الداخلية عبر دعم الانقسامات الطائفية.

وفي هذا السياق، تعزز نفوذ المكون الكردي في شمال سوريا، وبرز دور وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة والدول الغربية، في مسعى لإقامة كيان شبه مستقل يهدد وحدة الأراضي السورية.

وحذر الكاتب من أن هذا المشروع يمثل خطرًا على وحدة سوريا، ويتجاهل المكونات الأخرى، ويتماشى مع الأجندة الأمريكية التي تخدم بدورها الأهداف الإسرائيلية، الساعية لخلق ما وصفه بـ"الدولة الإرهابية" على حدودها الشمالية.

وأشار الكاتب إلى أن التصعيد الإسرائيلي الأخير في سوريا لا يقتصر على مواجهة النفوذ الإيراني، بل يهدف إلى إعادة رسم موازين القوى في المنطقة بما يخدم طموحات إسرائيل التوسعية.

كما لفت إلى محاولة إسرائيل استغلال المكون الدرزي في جنوب سوريا ضمن ما يسمى بـ"مشروع الممر الدرزي–الإسرائيلي"، لإنشاء منطقة عازلة حول الجولان، وتعزيز السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

ومن بين المشاريع التي تسعى إسرائيل لتنفيذها، ذكر الكاتب مشروع "قناة بن غوريون"، الذي يهدف إلى ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط كبديل لقناة السويس، لتعزيز نفوذ إسرائيل على خطوط التجارة والطاقة في شرق المتوسط.

وأوضح أن هذه التحركات مرتبطة بمشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يسعى للسيطرة على مناطق استراتيجية في جنوب سوريا تحت مسمى استعادة "أرض الميعاد" وفق الرواية الدينية والتاريخية الصهيونية.

وأكد الكاتب أن إعلان حزب العمال الكردستاني التخلي عن العمل المسلح في العراق أثر على الحسابات الأمنية في العراق وسوريا، مما دفع إسرائيل لإعادة تقييم استراتيجياتها في سوريا لضمان نفوذها عبر قوى محلية أو تدخلات عسكرية مباشرة بحجة "حماية الأمن القومي".

ورأى أن إسرائيل ستواصل تدخلها العسكري في سوريا، ليس فقط للردع، بل كجزء من خطط لإعادة تشكيل الخارطة السياسية والجيوستراتيجية في المنطقة.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لإنشاء محور نفوذ يمتد من جنوب سوريا إلى شمالها، بهدف توسيع سيطرتها الإقليمية وتنفيذ خطط تتجاوز حدود سوريا وصولًا إلى الحدود التركية.

ولفت إلى أن السيطرة الإسرائيلية تعتمد على أدوات عسكرية ودبلوماسية واجتماعية لإضعاف الدولة السورية وتشكيل نظام موالٍ لتل أبيب.

وأكد أن هذه الاستراتيجية تهدد الأمن القومي التركي، خاصة أن ما يسمى بـ"الحدود الموعودة" يشمل مناطق داخل تركيا تمتد على 22 ولاية.

وختم الكاتب بأن احتمالات وقوع مواجهة عسكرية بين أنقرة وتل أبيب باتت أقرب من أي وقت مضى، مؤكدًا أن تركيا تمتلك قدرات عسكرية ودبلوماسية قوية لن تسمح لأي تهديد وجودي أن يمر دون رد.

عربي 21

مشاركة المقال: