يواجه مربو الثروة الحيوانية في منطقة الغاب تحديات متزايدة، على الرغم من التحسن النسبي الذي شهده القطاع مؤخرًا. الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف وتكاليف التربية يجبر العديد منهم على بيع جزء من قطعانهم لتغطية النفقات.
يطالب المربون الحكومة بتقديم الدعم اللازم لتعويض خسائرهم والحفاظ على ما تبقى من ثروتهم الحيوانية. من جانبه، أوضح المدير العام للهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، عبد العزيز القاسم، أن المربين يعانون من غلاء الأعلاف والأدوية البيطرية، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الحليب. وأشار إلى أن معظمهم يضطرون لبيع الحليب لجامعي الألبان بسبب نقص معامل التصنيع والتخزين، وفي بعض الأحيان يبيعون جزءًا من القطيع لتأمين احتياجاتهم المعيشية، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة الحصول عليه.
وأضاف القاسم أن ارتفاع تكاليف الإنتاج يؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات الحيوانية والنباتية، بينما يخضع سعر الحليب لتقلبات السوق، مما يضر بالمربين ويفيد التجار. وأكد أن الوضع الصحي للقطعان جيد، وأن مديرية الثروة الحيوانية تنفذ حملات تحصين شاملة للأبقار والجاموس ضد مرض الحمى القلاعية، وحملة أخرى ضد مرض التهاب الجلد العقدي "الكتيل"، وتوفير اللقاحات مجانًا. كما تتوفر معظم لقاحات الأغنام والماعز والدجاج القروي في الوزارة والقطاع الخاص، وتُقدم مجانًا على مدار العام.
وأشار القاسم إلى أن بعض المربين اضطروا لبيع جزء من قطعانهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع تكاليف الأعلاف والطاقة وانخفاض أسعار الحليب ومشتقاته. وأوضح أن مرحلة التعافي بدأت مؤخرًا وعاد بعض المربين إلى التربية من جديد.
وفيما يتعلق بأعداد الثروة الحيوانية، ذكر القاسم أن عدد رؤوس الأبقار بلغ 22967 رأسًا، والأغنام 190155، والماعز 76929، والجاموس 929 رأسًا في العام الماضي.
وعن رؤية الهيئة لتجاوز هذه المعاناة وتحسين واقع الثروة الحيوانية وتطويره، أكد القاسم على ضرورة زيادة كمية المقنن العلفي للرأس الواحد وفتح دورات علفية باستمرار، وتأمين الوقود للمربين ومعامل التصنيع ومزارع الدواجن، ولناقلي الحليب بالسعر المدعوم أو بسعر التكلفة. وشدد على أهمية زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل العلفية وتشجيع المربين على تأمين البدائل العلفية والاستفادة من بقايا المحاصيل ومنع تهريب الأتبان، وتشجيع الصناعات القائمة على المنتجات الحيوانية، وزيادة وحدات التصنيع الريفية، وفتح أسواق ومعارض لتصريف المنتجات، واعتماد نموذج المدارس الحقلية المدعوم من منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو".
حماة ـ محمد أحمد خبازي