الإثنين, 4 أغسطس 2025 07:29 PM

نجاح سعودي: فصل توأم سيامي سوري في عملية معقدة

نجاح سعودي: فصل توأم سيامي سوري في عملية معقدة

في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بالرعاية الصحية والإنسانية، أجرى فريق طبي سعودي بقيادة الدكتور عبد الله الربيعة عملية فصل ناجحة لتوأم سيامي سوري. جرت العملية في مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني.

التوأم، وهما الطفلتان السوريتان سيلين وإيلين، تبلغان من العمر عاماً ونصف العام تقريباً، وقد ولدتا في شباط 2024 في مخيم عرسال في لبنان، حيث تقيم الأسرة السورية المهجرة. حظيت العملية بمتابعة مباشرة من وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي عبر الفيديو، الذي أشاد بجهود الفريق الطبي والدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للقطاع الصحي السوري وعلاج الحالات الصحية الحرجة.

هنأ الدكتور العلي والد التوأم بنجاح العملية، مؤكداً على ريادة المملكة العربية السعودية في هذا النوع من العمليات المتقدمة، والتي لا تزال غير متوفرة في سوريا. يذكر أن المملكة العربية السعودية أطلقت برنامجاً خاصاً لفصل التوائم السيامية منذ عام 1990، وتستقبل حالات من مختلف دول العالم، وتجري عمليات الفصل في منشآتها الصحية المتخصصة.

أوضح الدكتور عبد الله الربيعة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن والدة التوءم الملتصق سيلين وإيلين حملت بتوءمٍ من ثلاثة أجنة، طفلتان ملتصقتان وطفل سليم غير ملتصق، ويبلغ وزنهما مجتمعين (14) كيلوغراماً. بعد فحوصات دقيقة، تبين أن التوءم تلتصقان في منطقة أسفل الصدر والبطن، وتشتركان بغشاء القلب والكبد مع احتمال اشتراكهما أيضاً بالأمعاء. بناءً على ذلك، قرر الفريق الطبي إجراء عملية لتمديد الجلد بوضع بالونات طبية تحت الجلد لتكبير حجمه، لتغطية الجراح بعد الفصل.

استغرق العمل الجراحي حوالي 9 ساعات، ونُفذ على 6 مراحل بمشاركة 24 طبيباً استشارياً ومختصاً، بالإضافة إلى الكوادر التمريضية والفنية في تخصصات التخدير، وجراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وغيرها من التخصصات المساندة. وأشار الدكتور الربيعة إلى أن هذه العملية تُعد الرابعة لفصل توائم ملتصقة من سوريا، وأن الفريق الطبي قام خلال الـ (35) عاماً الماضية بدراسة وتقييم (150) حالة، وفَصَلَ (65) توءماً ملتصقاْ من (27) دولة حول العالم، ضمن البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة.

تعرف حالة التوءم الملتصق “السيامي” بأنه توءم متماثل التصق جسداهما في الرحم، ويظلان ملتصقين جسدياً غالباً في منطقة الصدر أو البطن أو الحوض. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن معدل حدوثها 1 من كل 100 ألف ولادة حية، وتكون الأجنة الإناث أكثر تأثراً من الذكور.

تُعد عمليات فصل التصاق التوائم بالرأس من أكثر العمليات تعقيداً، وتقدر نسبة المواليد الموتى بنحو 60 بالمئة، بينما تعتبر عملية فصل التوءم الملتصق في مناطق أخرى أقل صعوبةً، لكنها لا تزال من العمليات الدقيقة.

مشاركة المقال: