أكد طلال أبوغزاله، من خلال خبرته العملية الدولية في مجال المحاسبة والتدقيق والمناصب القيادية التي شغلها، ومن خلال تأسيسه لشركة طلال أبوغزاله وشركاه الدولية، إحدى أكبر شركات المحاسبة والتدقيق العالمية، أن اكتساب شركات التدقيق للمصداقية والاعتراف العالميين لا يقتصر على تقديم الخدمات المهنية المتنوعة، بل يكمن في الثبات على تطبيق المعايير الدولية مهما كانت التحديات والضغوط.
وأشار إلى أن التاريخ يشهد على انهيار شركات تدقيق عالمية عريقة بسبب إغفالها للمعايير المهنية والأخلاقية. ولطالما آمن بأن الدخول إلى السوق العالمية لا يتحقق بمجرد إجادة مراجعة القوائم المالية، بل يتطلب تحمل المسؤولية الأخلاقية للمهنة بكل ما تتضمنه من التزام وشفافية وشغف وتجرد. وهذا ما شكل مسار الشركة عندما قررت أن تكون جزءًا من المنظومة الدولية لمهنة المحاسبة من خلال عضويتها في منتدى شركات المحاسبة الكبرى العابرة للقارات، الذي يلتزم بالمعايير الدولية لإعداد التقارير المالية ومعايير الإفصاح ومعايير الرقابة على الجودة التابع للاتحاد الدولي للمحاسبين.
وأوضح أن عضوية الشركة في هذا المنتدى جاءت من قناعة راسخة بأن الالتزام بمعايير الجودة الدولية يجب أن يكون مكونًا أساسيًا في البنية التشغيلية لأي شركة تمارس التدقيق في أكثر من دولة. وبمرور السنوات، تحولت هذه المتطلبات إلى ثقافة داخلية يدركها كل عضو في الفريق، ويفهم معناها وأثرها ومخاطر التهاون فيها. ولم يكن الوصول إلى هذا المستوى من النضج المؤسسي سهلًا، حيث استغرق سنوات من البناء والتدريب واستقطاب الكفاءات حتى تماسك البناء وتوحدت الرؤية.
وأضاف: "اليوم، حين نقدم خدماتنا في عشرات الدول، لا نرسل فريقًا وحسب، بل نرسل فكرة ناضجة محمية بمنظومة دولية معترف بها عالميًا، ولهذا أصبحت الفروع تنمو دون تناقض، وأصبحت عمليات التدقيق لدينا ذات موثوقية عالية لدى أصحاب المصلحة، لأننا نقدم رأينا بكل شفافية ومهنية وجودة".
وأكد أن العمل في السوق الدولي يضع الشركات في اختبارات متتالية، وأن المشاركة في منتدى شركات المحاسبة الكبرى العابرة للقارات تلزم الشركة بالخضوع لمراجعات دقيقة سنويًا وتقديم تقارير تفصيلية للمنتدى توضح مدى الالتزام بمعايير الجودة المهنية. وكان هذا الانضباط سببًا في صمود الشركة أمام أزمات اقتصادية وسياسية لم يكن التعامل معها ممكنًا بدون نظام متماسك.
واختتم أبوغزاله حديثه بالتأكيد على أن الانضمام إلى منتدى شركات المحاسبة الكبرى العابرة للقارات لم يكن مجرد قرار مؤسسي، بل كان اختبارًا دائمًا لنزاهة الشركة وثباتها وصدق التزامها بما تعنيه المحاسبة من أمانة تحكم نتائج كل شيء.