الأربعاء, 6 أغسطس 2025 12:57 PM

جفاف غير مسبوق يضرب نهر العاصي في حماة: الزراعة والبيئة في خطر

جفاف غير مسبوق يضرب نهر العاصي في حماة: الزراعة والبيئة في خطر

يشهد نهر العاصي في محافظة حماة جفافًا غير مسبوق هذا العام، مما أثار قلقًا بالغًا لدى المزارعين والخبراء والجهات المعنية، وذلك بسبب تأثيراته السلبية على الزراعة والبيئة والصحة العامة.

أوضح المهندس بشير عساف من مديرية الموارد المائية في حماة لمنصة سوريا ٢٤ أن أسباب الجفاف تعود إلى عاملين رئيسيين: التغيرات المناخية، حيث سجلت معدلات هطول الأمطار والثلوج أدنى مستوياتها في مرتفعات لبنان وسوريا، وخاصة في جبال لبنان الغربية التي تعد المصدر الأساسي لتغذية النهر. أما السبب الثاني فهو الاستهلاك البشري المفرط، خاصة من خلال السحب غير المنظم لمياه النهر لأغراض الري الزراعي، دون ضوابط تحافظ على استدامة المورد المائي.

آثار كارثية على الزراعة والبيئة

أدى انقطاع المياه عن معظم قنوات الري والسدود إلى تراجع حاد في إنتاج المحاصيل الزراعية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي المحلي. وأكد المزارع طلال الأحمد لمنصة سوريا ٢٤ أن الجفاف الشديد هذا العام حرم كثيرًا من المزارعين من زراعة أراضيهم بالمحاصيل الصيفية، باستثناء من يملكون آبارًا ارتوازية أو تقع أراضيهم قرب الينابيع أو المسامك. وأشار الأحمد إلى أن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف فرضا على المزارعين حاجة متزايدة للري، مما رفع التكاليف بشكل كبير، وأدى إلى خسائر مادية أو أرباح ضعيفة لا تكفي لتأمين موسم زراعي مستقر.

تدهور بيئي وصحي

حذّر المهندس عساف من تدهور النظم البيئية المحيطة بالنهر، بما في ذلك انقراض أنواع من الكائنات المائية والنباتات، إضافة إلى زحف التصحر باتجاه الأراضي الزراعية الخصبة. وفي الجانب الصحي، بيّن أن شح المياه النظيفة أجبر بعض السكان على استخدام مصادر ملوثة، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض في بعض المناطق المتضررة.

آثار اقتصادية واجتماعية

طالت تداعيات الجفاف قطاع السياحة في المناطق التي كانت تعتمد على النهر كمورد طبيعي وجاذب سياحي، الأمر الذي يهدد بدوره الاقتصاد المحلي ويزيد من الضغوط الاجتماعية والمعيشية على السكان.

دعوات للتدخل العاجل

وسط هذا المشهد المقلق، يطالب المزارعون والمهندسون المعنيون الجهات الحكومية والمنظمات الدولية بوضع خطط طارئة لإدارة الموارد المائية، وتنظيم استخدام مياه الري، وتحفيز مشاريع حصاد المياه ومراقبة المناخ، في محاولة للتخفيف من آثار الأزمة التي تتكرر كل عام بشكل أكثر حدّة.

مشاركة المقال: