تعاني مدينة منبج في ريف حلب الشرقي من تدهور حاد في مستوى النظافة العامة، حيث يتذمر السكان بشدة من تراكم النفايات في مرآب البلدية، الذي يقع في قلب حي سكني وتجاري بالقرب من سوق الهال. وقد أدى هذا التكدس إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات، مما أثار مخاوف السكان بشأن تدهور الأوضاع الصحية والبيئية في المنطقة.
سكان متضررون: الوضع لا يطاق
أعرب أحد سكان الحي، وهو مالك مبنى سكني مجاور للمرآب، عن استيائه في تصريح لمنصة "سوريا 24"، قائلاً: "الوضع أصبح لا يطاق. الناس تستأجر الشقق وتهرب بعد أيام قليلة بسبب الرائحة. الرياح تنقل الروائح الكريهة إلى داخل المنازل، ولا نستطيع فتح النوافذ أو الجلوس في الشرفات. كنا نعيش في حي سكني محترم، لكنه تحول إلى منطقة غير مرغوبة." وأوضح أن النفايات لم تكن تتراكم بهذا الشكل في السابق، مضيفًا: "كانت القمامة تُجمع وتُنقل يوميًا، أما الآن فتبقى لأيام، ومع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات، أصبح الوضع البيئي خطيرًا. نخشى من ظهور أمراض إذا لم يتم التدخل العاجل." وطالب بتدخل سريع من الجهات المعنية، مؤكدًا أن الحي لم يعد صالحًا للسكن، وأن الأضرار تلحق بالسكان والمحال التجارية والأنشطة المجاورة.
البلدية تبرر: نقص الوقود وأعطال الآليات
من جانبها، أوضحت بلدية منبج أن أسباب تراكم النفايات تعود إلى ضعف الإمكانيات الفنية واللوجستية، مشيرة إلى أن المرآب يُستخدم كمحطة ترحيل مؤقتة ليوم واحد فقط، ولكن نقص الوقود والأعطال المتكررة في الآليات تعيق عمليات الترحيل إلى مكب العون في ريف منبج. وقال يحيى العبد، مسؤول المرآب، في تصريح لـ"سوريا 24": "لدينا تركس واحد يعمل، والآخر معطل، بالإضافة إلى ثلاث قلابات تنقل نحو 450 مترًا مكعبًا من النفايات يوميًا. كل نقلة تستهلك نحو 15 لترًا من المازوت، فيما يستهلك التركس 100 لتر يوميًا. الحاجة اليومية تتجاوز 550 لترًا، لكن الكميات المتوفرة لا تكفي." وأضاف: "استلمنا 11 ألف لتر من المازوت موزعة على جميع آليات البلدية، وهي كمية غير كافية. الأعطال في الآليات تتكرر، وفرق الصيانة لدينا بإمكانيات محدودة، مما يزيد العبء على فرق العمل." وأشار إلى أن عمال النظافة يواصلون العمل في ظروف بالغة الصعوبة، مضيفًا أن أغلبهم يعملون بشكل تطوعي دون رواتب، نتيجة شح الموارد المالية.
دعوة عاجلة للدعم والمساعدة
في ختام تصريحها، أكدت بلدية منبج لمنصة "سوريا 24" أنها تبذل أقصى الجهود الممكنة ضمن الإمكانيات المتوفرة، ودعت إلى تقديم دعم عاجل من الجهات المعنية والمنظمات ذات الصلة، سواء عبر تأمين الوقود أو توفير قطع غيار للآليات، بهدف تجاوز هذه المرحلة الصعبة وضمان نظافة المدينة وسلامة سكانها.