الجمعة, 26 سبتمبر 2025 09:39 PM

الهامة: ضغوط سكانية متزايدة تعيق تحسين الخدمات الأساسية

الهامة: ضغوط سكانية متزايدة تعيق تحسين الخدمات الأساسية

تواجه بلدة الهامة، التابعة لمنطقة قدسيا في الغوطة الغربية، تحديات خدمية معقدة تتأرجح بين بعض الإنجازات التي تحققت بعد التحرير واستمرار أزمات متفاقمة في قطاعات حيوية كالكهرباء والطرقات والنظافة والاتصالات. وعلى الرغم من أن وضعها يعتبر أفضل نسبيًا مقارنة ببعض البلدات المدمرة في محيطها، إلا أن الصعوبات اليومية لا تزال تثقل كاهل السكان.

أوضح أحمد العز، من إدارة منطقة قدسيا، أن الهامة كانت من أوائل المناطق التي شاركت في الثورة، وشهدت معارك أدت إلى نزوح جزء من سكانها، لكن مبانيها لم تتعرض لدمار كبير. ومع تدفق آلاف العائلات النازحة من مناطق الغوطة الشرقية والغربية، ارتفعت الكثافة السكانية بشكل ملحوظ، مما أدى إلى ضغط هائل على الخدمات التي لم تعد قادرة على تلبية احتياجات الأهالي.

وأشار العز إلى أن الوضع الخدمي يُعد مقبولًا نسبيًا مقارنة بمناطق أخرى لا تزال بحاجة إلى إزالة الأنقاض أو تفتقر إلى المدارس، إلا أن تطلعات الأهالي إلى تحسينات ملموسة تضع ضغوطًا إضافية على المسؤولين ومقدمي الخدمات. وأكد وجود وعود بتنفيذ مشاريع لتزفيت الطرقات، والتي من شأنها، إذا تحققت، أن تسهم في تحسين الوضع.

وفيما يتعلق بملف النظافة، أوضح العز أن نقله من مديرية النظافة إلى البلديات منذ بداية الشهر التاسع تم دون دعم مالي أو تنظيمي، مما أثر سلبًا على الواقع الخدمي. وأشار إلى أن الحاجة اليومية لخمس رحلات ترحيل لا يقابلها سوى رحلتين حاليًا بسبب محدودية الإمكانيات.

وفي سياق متصل، لفت العز إلى أن المنطقة تعاني من أعطال متكررة في المقسم الرئيسي للاتصالات، مما يؤدي إلى بطء الخدمة وتأخر الصيانة. كما تطرق إلى مشكلة الكهرباء التي تعاني من أعطال متزايدة، خاصة في فصل الشتاء، في حين شهدت خدمة المياه تحسنًا نسبيًا بفضل تركيب مضخة جديدة بالتعاون بين الإدارة والناشطين المحليين، مما وفر المياه لحوالي 5000 نسمة.

وعلى صعيد آخر، استعرض العز عددًا من الإنجازات التي تحققت بعد التحرير، ومن أبرزها توسيع جسر الوادي عبر بناء جسرين للمشاة، وترميم ثلاث مدارس بشكل متفاوت وتجديد مقاعدها، بالإضافة إلى توسيع أحد الطرق في منطقة الخابوري ونقل أعمدة كهرباء كانت تعيق الحركة منذ عقود.

وفي المقابل، عبّر السكان عن معاناتهم اليومية. فقد أكد أبو محمد، من أهالي المنطقة، أن الطرقات رديئة البناء ولا تتحمل مرور الآليات الثقيلة، مما يؤدي إلى ازدحامات مرورية وتأخيرات طويلة. بينما وصف أبو موسى الواقع الخدمي بأنه "سيئ للغاية"، مشيرًا إلى تدهور الطرقات وانتشار الكلاب الضالة والقوارض في الشوارع، في حين يبقى وضع الكهرباء ضعيفًا مثل باقي مناطق الريف، مع اعتماد بعض الأهالي على الطاقة الشمسية، مقابل تحسن نسبي في المياه.

واختتم العز تصريحه بالتأكيد على أن الجهود تُبذل لتحسين واقع الخدمات ضمن الإمكانيات المتاحة، معربًا عن أمله في أن ينعكس تحسن الوضع المادي للمحافظة إيجابًا على بلدة الهامة، بما يرفع من مستوى الكهرباء والطرقات والنظافة وباقي الخدمات العامة.

مشاركة المقال: