احتضنت دمشق، كعادتها، الإبداع وأهله، حيث احتفت بالفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني، مستعيدةً مجموعة من أعماله بأصوات سورية شابة، وذلك خلال الفعالية التي نظمها غاليري زوايا للفنون.
شهدت الفعالية، التي حملت عنوان "سهرية زياد الرحباني"، حضوراً واسعاً من محبي الفنان الراحل، وأحيتها الشابتان نور خوري وعلا محفوض.
بدأت الاحتفالية بكلمة من الفريق المنظم، أكدوا فيها على أن سوريا كانت البلد الذي بزغ منه فن الرحابنة، وأن زياد الرحباني كان واحداً منهم، حيث حاورته إذاعة دمشق في بداياته سنة 1976، بالإضافة إلى دعوته الدائمة لإحياء الحفلات في مدن سورية.
صدحت القاعة بمجموعة من أجمل أغاني زياد الرحباني، التي جمعت بين الفرح والضحك والتهكم على الواقع والحب والحنين، حيث أدى الثنائي، بتفاعل كبير من الحضور، أغاني (بلا ولا شي ؛ عودك رنّان ؛ على هدير البوسطة ؛ كيفك إنت ؛ زعلي طول أنا وياك ؛ داق خلقي يا صبي ؛ بما إنّو).
أوضحت مديرة غاليري زوايا، رولا سليمان، أن فعالية اليوم هي أقل ما يمكن تقديمه عربون وفاء لفن وأعمال ومسرحيات الراحل زياد، الذي ترك إرثاً غنياً سوف تذكره الأجيال القادمة، داعيةً الجمعيات الأهلية للتعاون مع وزارة الثقافة لإحياء الفن العريق وإقامة الأنشطة التي تعرّف الجيل الجديد بالفن العربي الأصيل وتوجهه للابتعاد عن التأثر بالفن الغربي والحفاظ على التراث الفني. كما أكدت سليمان أن الغاليري ينظم دائماً أنشطة مماثلة لفنانين من زمن القرن الماضي، وتشهد حضوراً واسعاً ما يدل على وجود بذرة إحياء لهذا التراث عند الجمهور السوري.
من جهتها، أكدت المغنية علا محفوض أنها برفقة نور خوري يؤديان الأغاني منذ ست سنوات في سوريا ولبنان، معبّرة عن سعادتها بهذا الحضور الواسع، وتمنت أن تقام مثل هذه الفعالية في سائر المدن السورية.
وفي حوار مع سانا، أشارت خولة ليون إلى أنها متواجدة اليوم لأنها من محبّي الراحل زياد الرحباني، الذي كان يتمتع بقربه من الناس ويحكي بفنه قصصاً تدخل القلب بلا استئذان، مؤكدةً أن دمشق كانت وما زالت موطن الحضارة والفن، لهذا السبب حضر هذا الجمع من الناس اليوم.
يُذكر أن الفنان اللبناني زياد الرحباني رحل عن عالمنا في السادس والعشرين من شهر تموز الماضي عن عمرٍ ناهز ال 69 عاماً، بعد رحلةٍ فنية دامت أكثر من خمسة عقود.