الإثنين, 11 أغسطس 2025 01:01 PM

ما وراء الأربعين: "المراهقة المتأخرة" ليست مرضاً بل إعادة تقييم للحياة عند الرجال

ما وراء الأربعين: "المراهقة المتأخرة" ليست مرضاً بل إعادة تقييم للحياة عند الرجال

مروان، الذي تجاوز الأربعين، يقف على شرفة منزله مراقباً جارة شابة، متجاهلاً انتقادات زوجته وأبنائه، وكأنه عاد مراهقاً. هذه الحالة، التي وصفتها الاختصاصية الاجتماعية سوسن السهلي بـ"مراهقة الشيخوخة" أو "المراهقة المتأخرة"، تعبر عن رغبة الرجل في تقييم حياته وما إذا كان قد حقق أحلامه وأهدافه. غالباً ما تصيب هذه الحالة الرجال فوق الأربعين والخمسين، حيث يعيدون النظر في إنجازاتهم ويتساءلون عن نجاحهم أو فشلهم.

تُعرف هذه المرحلة أيضاً بـ"أزمة منتصف العمر"، حيث يقوم الرجل بتصرفات غير معتادة، مثل الاهتمام المبالغ فيه بمظهره، صبغ شعره، والإعجاب بصورته في المرآة. كما يغير في أسلوب ملابسه لتبدو أكثر شبابية، وقد يصاب بثورة انفعالية لأتفه الأسباب ويدخل في حالة من الهيام وأحلام اليقظة. وقد يصاحب هذه المرحلة مشاعر حزن، غضب، أو يأس.

تغيرات جذرية

قد تؤدي هذه المراجعة الذاتية إلى اتخاذ قرارات كبيرة، مثل تغيير الوظيفة، الطلاق، أو الانتقال إلى مكان جديد. وترجع سوسن السهلي أسباب هذه الحالة إلى تغيرات بيولوجية في الهرمونات أو الصحة الجسدية، بالإضافة إلى الضغط النفسي الناتج عن ضغوط الحياة والعمل والمسؤوليات العائلية، والشعور بالتقدم في العمر الذي يسبب الإحباط والاكتئاب.

ليست حالة مرضية

أكدت سوسن السهلي أن مراهقة الشيخوخة هي فترة انتقالية نفسية واجتماعية وليست مرضاً. إنها فرصة لإعادة تقييم الحياة والبحث عن معنى جديد، وقد تكون بداية لنمو شخصي وحياة أكثر إشباعاً. وأضافت أن هذه المرحلة قد تكون مؤقتة إذا كانت التغيرات كافية لإعادة التوازن، ولكن تأثيرها قد يكون دائماً. ودعت إلى الوعي لتخطي هذه المرحلة والرضا بالخيارات والنتائج.

في الخمسين يا رب تعين

ترى الدكتورة النفسية مها بلوط أن مقولة "في الخمسين يا رب تعين" تنطبق على بعض الرجال الذين يمرون بفترة غير متوازنة بعد هذه السن، فيحاولون العودة إلى الوراء والتصرف كمراهقين لإثبات شبابهم. وأشارت مها بلوط إلى أن بلوغ المرء هذه المرحلة ليس سهلاً، خاصة عند الرجال، وهي حالة نفسية يسببها اقتراب الكهولة، مما يولد قلقاً كبيراً. ولكن هناك من يبحث عن الجديد، وقد يبحث عن الحب المفقود، مما يؤدي إلى تصرفات صبيانية تؤثر على الأسرة والأولاد.

المواجهة والمصارحة

حول علاج المراهقة المتأخرة، تقول مها بلوط إنه عند اكتشاف المشكلة، يجب التحدث مع الرجل ومواجهته، خاصة إذا كان متزوجاً، حيث يمكن علاجه أسرياً عن طريق الزوجة. أما إذا لم تدرك الزوجة المشكلة، فيتم التعامل معه عن طريق العلاج الفردي. ولكن الإشكالية الكبرى تكمن في عدم اعترافه بوجود المشكلة، لأن الاعتراف هو نصف الحل.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: