اختتم "مؤتمر التكنولوجيا الثاني" أعماله في دمشق، في الوقت الذي كانت فيه الأوساط السياسية السورية منشغلة بالتحديات التي تواجه البلاد. جمع المؤتمر رواد أعمال ومهندسين سوريين-أمريكيين من شركات "وادي السيليكون" في كاليفورنيا، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، بهدف تعزيز صناعة التكنولوجيا العالمية.
وزير الاتصالات السوري، عبد السلام هيكل، وجه رسالة خلال المؤتمر، بحضور خمسة وزراء، قائلاً: "من لا يرى سوريا الجديدة فليتأمل هذه الوجوه المليئة بالأمل والطموح"، مشيراً إلى مبادرات نوعية أُطلقت رغم التحديات.
واستعرض هيكل مشروعات الوزارة، وعلى رأسها مشروع الربط الرقمي الإقليمي "سيلك لينك"، مؤكداً أن الأمن السيبراني يمثل أولوية، وأن العمل جارٍ لبناء منظومة حماية متطورة. كما دعا إلى ترسيخ الثقة، واصفاً إياها بـ"التحدي الأكبر".
شارك في المؤتمر نحو 80 سورياً-أمريكياً من العاملين في شركات تكنولوجية كبرى مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" و"سيسكو" و"ميتا" و"أبل"، بالإضافة إلى عدد كبير من الشباب السوري المهتم بقطاع التكنولوجيا. وركزت الجلسات على عرض تجارب الشركات التكنولوجية المعروفة عالمياً، وآلية التطوير المستمر لكوادرها، وسبل تسويق الشركات لذاتها، وتطوير قدراتها وإمكاناتها.
أشارت النقاشات في المؤتمر إلى وجود خطط لإنشاء شركات تكنولوجية في سوريا، والتعاون مع جهات حكومية وشركات خاصة للنهوض بقطاع الاتصالات والتكنولوجيا، مما يسهم في خلق 25 ألف فرصة عمل خلال خمس سنوات. كما تم تقديم حلول مبتكرة لذوي الإعاقة عبر أدوات تكنولوجية.
كشف عامر دقو، عضو اللجنة التنظيمية للمؤتمر، عن أن نحو 20 شركة في قطاع التكنولوجيا قدمت فرص عمل للشباب السوري، وأن الباب قد فتح لتقديم الطلبات وإجراء المقابلات، وذلك في إطار بدء عدد من تلك الشركات افتتاح مكاتب لها في سوريا، بالإضافة إلى تقديم دعم مادي لعدد من الشركات الناشئة ورواد الأعمال المشاركين.
أكد باسل العجة، عضو فريق "وادي السيليكون" المنظم للمؤتمر، أن الفكرة الأساسية من المؤتمر هي إنشاء شبكة تواصل فعالة بين الكفاءات السورية والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا، بما يتيح تبادل الخبرات وتحسين الكفاءات الحالية وتأمين فرص عمل للشباب المبدع. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من السوريين العاملين في الفريق يشغلون مواقع متقدمة في شركات عالمية كبرى مثل "أبل" و"مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون".