الإثنين, 18 أغسطس 2025 01:18 PM

تفاصيل جديدة تكشفها "واشنطن بوست" حول اختفاء الصحفي الأمريكي أوستن تايس في سوريا

تفاصيل جديدة تكشفها "واشنطن بوست" حول اختفاء الصحفي الأمريكي أوستن تايس في سوريا

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير مفصل عن معلومات جديدة بشأن قضية اختفاء الصحفي الأميركي أوستن تايس في سوريا، والتي تعود إلى عام 2012. سلط التقرير الضوء على الدور المزعوم لنظام بشار الأسد في احتجازه، والطرق التي استخدمها لعرقلة الجهود الدولية لكشف مصيره.

أوستن تايس، وهو جندي سابق في قوات المارينز، دخل سوريا في مايو 2012 عبر الحدود التركية لتغطية الثورة السورية. تنقل في مناطق الشمال السوري بمساعدة فصائل المعارضة، ثم توجه إلى دمشق متخفيًا أحيانًا بزي نسائي. أقام في مدينة داريا بريف دمشق مع مقاتلي الجيش الحر، واحتفل هناك بعيد ميلاده الأخير قبل انقطاع أخباره في 13 أغسطس من العام نفسه، بعد آخر إشارة التقطها هاتفه الفضائي.

تفاصيل الاعتقال وتزييف الرواية

وفقًا للتقرير، اعتُقل تايس عند حاجز أمني في دمشق بعد أن أبلغ عنه سائق سيارة أجرة. نُقل إلى ضابط المخابرات بسام الحسن، حيث خضع للاستجواب في مقر مؤقت بالقرب من مكتب الحسن. لاحقًا، بث النظام السوري مقطع فيديو يظهر تايس معصوب العينين ومحاطًا بمسلحين ملثمين، في محاولة لإظهار أن جماعات متطرفة هي المسؤولة عن اختطافه. ومع ذلك، شكك صحفيون دوليون بسرعة في صحة الفيديو، مؤكدين أنه مفبرك.

تشير المصادر إلى أن تايس حاول الهروب لفترة وجيزة، لكنه أُعيد إلى قبضة الأمن بعد دخوله حيًا يسكنه كبار ضباط النظام، بمن فيهم علي مملوك.

ورقة ضغط ومراوغة سياسية

منذ البداية، تعامل النظام السوري مع قضية تايس كورقة ضغط سياسي، وقدم وعودًا بالإفراج عنه عبر وسطاء، لكنها لم تتحقق. على الرغم من نفي دمشق المستمر، أكدت مصادر دبلوماسية متعددة أن تايس محتجز لدى أجهزة المخابرات. صرحت السفيرة التشيكية في دمشق، إيفا فيليبي، في عام 2012 بأنه لا يزال على قيد الحياة، لكن النظام استمر في إنكار وجوده.

جهود أمريكية متواصلة

أصبحت القضية ملفًا معقدًا امتد عبر أربع إدارات أمريكية، من أوباما إلى بايدن. عُقدت اجتماعات سرية بين مسؤولين أمريكيين وممثلين عن النظام السوري في عمان ومسقط ودمشق، واستُخدم وسطاء لبنانيون مقربون من الأسد. حتى أن واشنطن عرضت تسهيلات طبية لأسماء الأسد كحافز، لكن النظام لم يستجب. وعلى الرغم من إعلان مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى الكشف عن مصيره، لم يتحقق أي تقدم ملموس.

انهيار النظام وتضاؤل الأمل

مع سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، علقت عائلة تايس آمالًا كبيرة على ظهوره ضمن المعتقلين المفرج عنهم، لكن غيابه كان صدمة كبيرة. وفي أبريل 2025، عاد اسم الضابط بسام الحسن إلى الواجهة، مدعيًا أن الأسد أمر بإعدام تايس عام 2013، لكن شهادته قوبلت بالتشكيك، خاصة بعد فراره إلى إيران.

بحث لا يتوقف

على الرغم من مرور أكثر من عقد على اختفائه، لا تزال عائلة تايس تواصل البحث عنه. قامت والدته ديبرا بتوزيع منشورات في شوارع دمشق، متهمة الحكومة الأمريكية بالتقصير في متابعة القضية. في الوقت الحالي، تعمل السلطات السورية الجديدة بالتنسيق مع الجانب الأمريكي على تتبع خيوط جديدة، استنادًا إلى شهادات من مقربين من الضابط الحسن، في محاولة لإنهاء هذه المأساة المستمرة.

شبكة شام

مشاركة المقال: